الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية عهود محطمة (كاملة جميع الفصول)بقلم ديانا ماريا

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

أخفض رأسه ولم يرد فمسحت على شعره بحنان وضمته وهى تفكر بحزن بحال نادر تجاه طفلها هو ليس له ذنب بأي مشاكل بينهم لكن منذ متى ونادر يهتم كثيرا على أية حال.

حين نام أخيرا أصرت أكثر على التقدم للوظيفة حتى تبدأ خطوة جديدة في حياتها وأيضا ولدها بدأ يتأثر بالجو حوله وهذا خاطئ.

في الصباح الباكر بعد أن البست مروان وجعلته مستعدا لحضانته، ارتدت ملابسها يغلب عليها اللون الأسود حتى يكون أقرب للرسمية

خرجت لتجده يتناول الفطور مع شيماء فأمسكت بيد مروان وكانت على وشك المغادرة حين قال نادر بحدة: على فكرة من غير أذني ولا نسيت أنك متجوزة؟

قالت سلمى ببرود: ميهمكش أنا راحة فين ولا مهم تعرف أصلا خليك في مراتك أحسن.

أمسكها من ذراعها يشد عليه بقوة: أمال أكلمك تقفي تكلميني عدل ومفيش خروج إلا لما تقوليلي رايحة فين أنتِ سامعة!

تألم ذراعها من قبضة يدها التي تشد عليها فقالت بألم: رايحة أقدم على شغل سيب إيدي

أفلتها وهو ينظر لها بتفكير: شغل إيه؟

نظرت له بحقد: شغل بشهادتي اللي حرمتني منها.

نظرت لها لبرهة ثم أبتسم: تمام يا حبيبتي، روحي عادي.

حدقت به بتعجب وإستغراب شديد ثم غادرت بصمت أما نادر فعاد يكمل طعامه بهدوء

قالت له شيماء بتعجب: إزاي تسيبيها تنزل يا نادر ووافقت كدة بسرعة إزاي ؟

أبتسم نادر بمكر وهو يأكل: ولي ده ماوقفش يا شوشو مش إحنا هنكون مستفدين بردو، لو سلمى اشتغلت فلوسها لازم هتكون في مكان أمين طبعا ومفيش حاجة أمان أكتر من جيبي! 

ضحكت شيماء بصوت عالي من حديث: ده أنت مش سهل أبدا يا حبيبي. فابتسم لها وأكمل طعامه.

وقفت سلمى أمام الشركة في داخلها رهبة وتخوف، أنها متوترة حقا مما يمكن أن يحدث، فكرت ما أسوأ شئ ربما يرفضوها وعندها ستحاول مجددا.

 زفرت بعمق ثم توكلت على الله، بعد مرور ساعة خرجت والفرحة لا تكاد تسعها، لقد قبلتُ في العمل ورغم أنها  ستعطى وظيفة أصغر بسبب انعدام خبرتها وستخضع للتدريب إلا أنها سعيدة لأنها حصلت على وظيفة أخيرا ستجني منها المال لتنفق على نفسها وابنها ولا تحتاج لنادر في شئ.

انتظرت أبنها حتى خرج من حضانته ثم عادت به للمنزل، وجدت شيماء بالداخل تجلس على الأريكة وتشاهد التلفاز فتجاهلتها.

ساعدت أبنها في تغيير ملابسه ثم تركته ودخلت لتحضر الغداء لكلاهما.

دلفت عليها شيماء المطبخ وهى تحضر الطعام: يا ترى عاملة حسابنا ولا لسة بتعاقبينا يا سلمى 

لم ترد وهى تكمل عملها فإغتاظت شيماء ولكزتها في كتفها بغيظ: لما أكلمك تردي عليا فاهمة؟

قالت سلمى بسخرية طفيفة: لما ألاقيكِ بتتكلمي في حاجة مهمة هفكر أرد ساعتها.

أبتسمت شيماء فجأة وقالت: صحيح مقولتيش أنتِ اتقبلتي في الشغل اللي قدمتِ عليه ولا لا؟

نظرت لها سلمى بإستغراب: وده يهمك في ايه صح؟

رفعت كتفيها بلامبالاة: ولا حاجة حبيت أسألك عادي.

رفعت سلمى حاجبها ببرود واكملت عملها مما ضايق شيماء فخرجت من المطبخ وهى تتوعدها.

عاد نارد وقت الغداء تقريبا ووجد شيماء في الصالة تنتظره بغضب.

شيماء بعصبية: الهانم دي رجعت وعملت أكل ليها ولابنها بس ولما حتى حاولت اسألها اتقبلت ولا لا قلت أدبها عليا وبعدين طنشتني.

وضع نادر يده على كتفها: طب أهدي يا حبيبتي وأنا هشوف الموضوع ده

دلف إلى غرفة مروان ووجد مروان يدرس وسلمى مشغولة تكتب على اللاب توب بتركيز، ذهب نحوها وأغلق اللاب توب بحدة لدرجة أنه أغلق على يدها.

صرخت سلمى بألم: مش تاخد بالك إيه ده!

نظر لها مروان بفزع أما نادر فقال بوعيد: بعد كدة تتعاملي كويس مع شيماء وإلا هتشوفي حاجة مش هتعجبك.

نظرت له بمرارة وقالت بسخرية: أنا أصلا مليش دعوة بست الحسن بتاعتك خليها ملهاش دعوة بيا وخلاص.

حدق إليها ثم قال بنبرة عادية: اتقبلتِ في الشغل ولا لا؟

عقدت سلمى حاجبيها بتعجب شديد: أنتوا كلكم عمالين تسألوني اتقبلت ولا لا!

رفع نادر حاجبه بإستهزاء: ليه وحضرتك مش مراتي ولا إيه ؟ ولا هتطلعي كل يوم وتروحي وتيجي ولا كأني موجود؟

تنهدت سلمى بصبر: اتقبلت ها؟ حاجة تاني ؟

أبتسم نادر إبتسامة بدت لها غريبة: لا خالص.ثم غادر الغرفة أما مروان أسرع لها يعانقها بذعر: ماما هو أيديك بتوجعك بسبب بابا؟

ربتت عليه بحنان تهدأ خوفه: متخافش يا حبيبي ده بابا مخدش باله بس

فكرت في نتيجة ووتأثير تصرفات نادر أمام مروان والتي بدأت توثر عليه بشكل غير جيد، تذكرت سؤاله وسؤال شيماء عن وظيفتها وبشكل ما لم ترتح لهذا وأحست أن هناك غرضا خفي ما

بدأت بعدها التدريب مباشرة وقد راعوا حالتها كامرأة متزوجة وحامل، استمر الأمر ونادر وشيماء لا يتعاملون معها كثيرا وهذا أثار استغرابها مع راحتها 

بعد مرور شهر أخيرا حصلت على أول مرتب لها، نظرت للنقود التي في يدها بفرح شديد، كان شعور الجد والانجاز شعورا رائعا حقا، لقد جنت هذه النقود بإجتهادها الشخصي.

أولا ذهبت للطبيبة حتى تطمن على وضع جنينها، وبينما كانت الطبيبة تقوم بالفحص الروتين استمعت سلمى بحنان وحب أمومي لنبض جنينها وهى تعلم الآن أنها ستتمكن من تربيته وتربية شقيقه بحب.

فكرت في نادر وحياتها بهذا الشكل، هى لا تستطيع بالتأكيد العيش في هذا الوضع وهذه الحياة للأبد، هل يمكن أن تنفصل عنه؟

خالد

تنهدت بإحباط وتذكرت أمها التي لن تدعمها أبدا خصوصا أنها لم تتحدث معها منذ عادت لنادر، لقد كان الاستياء وخيبة الأمل يسيطر عليها بشدة.

عادت للمنزل مع مروان بعد أن تنزهوا وكان مروان سعيدا للغاية خصوصا أنها اشترت له ألعاب جديدة.

خبأت بقية مرتبها بين ملابسها في دولاب مروان وقد قررت الإتصال بابنة خالها رنا لقد اشتاقت لها وأيضا ربما تعطيها حل.

دلفت للاستحمام بعد أن ذهب مروان لدرسه المعتاد في منتصف اليوم، عندما عادت وتناولت ملابسها، لاحظت شيئا خاطئ في طريقة ترتيب الملابس وكأن هناك من رفعها ثم حاول إعادتها لسابق ترتيبها.

بسرعة بحثت عن نقودها فلم تجدها مكانها، شعرت بقلبها يهوي وأرادت البكاء بشدة.

تذكرت تساؤلات نادر وشيماء المستمرة عن عملها فغضبت بشدة، ارتدت ملابسها بسرعة وخرجت للصالة وهى تنادي شيماء بصوت عالي.

خرجت شيماء من غرفة النوم الأخرى وهى تقول بإنزعاج: إيه في إيه بتزعقي كدة ليه؟

أمسكتها سلمى من ذراعها بقوة: فين فلوسي يا حرامية؟

تألمت شيماء من ضغط سلمى القوي على ذراعها وقالت: فلوس ايه وحرامية ايه أنتِ اتجننتِ!

سلمى بحنق: متستعبطيش عليا المرتب بتاعي اللي كنت حطاه في الدولاب وأنتِ اخذتيه بعد ما حركتِ الهدوم ورجعتيها مكانها.

قالت شيماء بتوتر: وأنا هعرف منين بمكان مرتبك أصلا اوعي إيدك عني.

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات