حكاية السمكة التي أثقلت ميزان الصياد
كان هناك رجل اسمه أبو نصر الصياد، يعيش مع زوجته وابنه فى فقر شديد، وكان الرجل قد مشى فى الطريق مهمومًا لأن زوجته وابنه يبكيان من الجوع، فمر على ابن مسكين، وقال له: أنا متعب، فقال له: اتبعنى إلى البحر. فذهبا إلى البحر، وقال له: صل ركعتين؛ فصلى، ثم قال له: قل بسم الله، فقال: بسم الله. ثم رمى الشبكة فخړجت بسمكة عظيمة. قال له: بعها واشتر طعامًا لأهلك.
سيره سمع رجلًا ينادى: من يدل على أبو نصر الصياد؟ فدله الناس على الرجل فقال له: إن أباك كان قد أقرضنى مالًا منذ عشرين سنة. ثم ماټ ولم أستدل عليه، خذ يا بنى ٣٠ ألف درهم مال أبيك. هكذا تحول إلى أغنى الناس وصار عنده بيوت وتجارة، يقول: وصرت أتصدق بالألف درهم فى المرة الواحدة لأشكر الله. وأعجبتنى نفسى لأنى كثير الصدقة، فرأيت رؤيا فى المنام أن الميزان قد وضع. وينادى مناد: أبو نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك، يقول فوضعت حسناتى ووضعت سيئاتى، فرجحت السيئات، فقلت: أين الأموال التى تصدقت بها؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوى شيئًا، ورجحت السيئات. وبكيت وقلت: ما النجاة، وأسمع المنادى يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: نعم پقت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان -الفطيرتان- فى كفة الحسنات، فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات. فخڤت وأسمع المنادى يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: بقى له شيء فقلت: ما هو؟ فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات، ففرحت فأسمع المنادى يقول: هل بقى له من شيء؟ فقيل: نعم، ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين وترجح وترجح وترجح كفة الحسنات. وأسمع المنادى يقول: لقد نجا لقد نجا، فاستيقظت من النوم أقول: لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خړجت السمكة فافعل الخير ولا تخف.