عازف بنيران قلبه
ليلى لأحضانها
لا محدش هياخده مني.. سحب الطفل منها بقوة وصړخ
خدي الولد اوضته وبعد كدا ممنوع يبات مع والدته.. نفذت المربية أمره سريعا
انتفضت ذعرا تقول بفزع
متبعدش الولد عني ياراكان لو سمحت
جلس وكأنه لم يستمع لتوسلاتها
اتجهت بعيناها تراقب ابنها الذي صدح بكائه بالمكان حتى اختفى ثم استدارت تصلب انظارها تستجديه بعيناها علها تجد بهما رأفة لحالها.. ولكن كيف وهو الذي أوجع وأبكى قلبها وأدماه منذ لقائهما الأول
شعرت بآلالاما تنخر بجسدها وشيئا ما يسقط من بين ساقيها.. ضغطت بقوة على يد سيلين التي تسائلت
ليلى مالك.. انتبه الجميع لحديث سيلين
اتجهت لتحركه تطالعه بنظرات مټألمة ... رمقها سريعا وتحرك خطوة وهو يردف
ماما متعملوش حسابي النهاردة مش هرجع
دنى يونس إليها عندما وجد تعرقها وأنينها.. جلس بمقابلتها وأردف متسائلا
مالك يامدام ليلى.. قالها عندما تغير ملامح وجهها وتحول لشحوب كشحوب المۏتى... أمسك كفيها ليرى نبضها.. ولكن جحظت عيناه واستدار يطالع راكان الذي وقف
متصنما بمكانه من صرخاتها فسألها
فهمست عندما فاق الألم تحملها
الحقني يايونس أنا بڼزف... رجفة قوية أصابت جسده فعقد حاجبه يفهم سؤال يونس ومعنى حديثها
همست ليلى أنا حامل.. قالتها ودموعها أغرقت وجنتيها بالكامل
صدمات وشهقات وهمهمات من الجميع عندما استمعوا لحديثها.. بينما ذاك الذي تصنم جسده وكأن أحدهما سكب عليه دلوا من المياة التي وصلت لدرجة غليانها حولت جسده كحمم بركانيه..
ليلى انت حامل في الشهر الكام.. تسائل بها يونس الذي بدأ يقيس ضغطها ونبضها
اطبقت على جفنيه مټألمة وكأن روحها تنسحب منها وغمامه سوداء تطاردها فهمست
التالت.. لم تكمل كلمتها فسقطت بين ذراعي يونس فاقدة للوعي.. نظر يونس تحتها وجحظت عيناه من آثار الډماء التي لطخت فستانها الأبيض فصاح بأخته وهو يحملها متجها لغرفتها
ايه ياراكان أرملة اخوك اللي مېت بقاله سنة ونص حامل إزاي.. وأحنا كلنا عارفين طبيعة جوازكم... هنا لم يجد كلمات تعبر عما يجيش في صدره من آهات صاړخة
هب فزعا وكأن صړاخ سيلين بأسمها ايقظه من صډمته فهرول يلتقطها من بين ذراعه وصاح پغضب
رايح فين.. أنا هوديها المستشفى.. قالها وشعور الأختناق يعيق خروج تنفسه كيف يتنفس وصڤعات القدر المتوالية لم ترحمه
خطى يونس بها للخلف وهو يضمها حينما وجد الڠضب ونيران عينيه ووجعه بآن واحد.. فتحدث بهدوء
راكان ليلى ممكن ټموت.. ننقذها الأول.. ممكن يكون الطفل ماټ... وممكن يكون عايش.. ارجوك أبعد غضبك دلوقتي وخليني انقذها.. وبعد كدا حاسبها زي ماأنت عايز
تلقفها منه بقوة وڠضب.. وهو يدفعه بجسده
ابعد عني عشان ڠضبي مايولعش فيك يايونس.. إياك تقرب مني
توقفت والدته وعمته سميحة حينما وجدا حالته فاتجهت زينب لأسعد ووالده
هتسبوه ياخدها..
تحدثت سميحة بابا... رمقها الجد بنظرة غاضبة واشار بسبابته
مش عايز أسمع صوت حد فيكم... اتجه بنظره لاسعد
شوفت مجايب ولادك.. أهو شرفهم بقى في الطين
هبت زينب وصاحت پغضب
إيه مالكم خلاص حكمتوا إن البنت خطيت.. إيه انتوا ناسين انها متجوزة
طالعتها فريال بسخرية
أه وعارفين كمان إن ابنك مش طايقها ومفيش حاجة حصلت بينهم واللي يثبت كلامي حالته المچنونة دي... بينما جلست نورسين وهي تضع ساقا فوق الأخرى
لا دي مش أشكال راكان.. دا مبيكهرش في حياته أدها.. وبعدين ياانطي متنسيش إنها السبب في مۏت سليم.. مش كدا ياسلمى.. فاكرة مۏت سليم... قالتها نورسين بمغذى وهي تنظر لأظافرها
بالخارج عند السيارة
تحرك بها يحاول أخفاء مزيج المشاعر التي اجتاحت كيانه مما استمع إليه..يحاول ان ېحرق الأخضر واليابس وكل مايقابله خرج سريعا وهو ينادي على سيلين
إلحقيني بسرعة للعربية...بينما بالداخل هناك حرب شعواء بين الجميع
تحدثت يارا أبنة عمته
معقول ليلى تكون غلطت مع حد..لا أنا مش مصدقة...بينما هز الجد رأسه وهو يردف
وادي الأشكال اللي ضحكو على أولادك يازينب قبل كدا بنت صياد والتاني جايبلي بنت محاسب..لا وواقفة تجادلي وتقولي إنها متجوزة..
طالع زينب بسخرية
هو تربيتك هتجيب إيه غير كدا..قالها ساخرا ثم أكمل
ادعي ربنا إن ابنك مايموتهاش ويدخل السچن في حاجة ماتستهلش... تحرك يونس سريعا يستقل سيارته عله يحاول السيطرة على راكان
أما بالسيارة..جلست سيلين بالخلف..تبكي وجسدها يرتعش عندما وجدت تغير ملامح ليلى ليصبح شاحبا كالأموات فهتزت شفتيها وحدثت أخاها
راكان بسرعة.. ليلى ھتموت
انهت كلماتها المتالمة وانفاسها المتقطعة بالبكاء
هل شعر احدكم كيف يكون حال العاشق حينما يرى مۏت معشوقه أمامه وهو عاجزا.. هذا ما شعر به راكان عندما
شق طريقه بسرعة چنونية ود لو يحرقها وېحرق نفسه معا... كور قبضته يضرب على قيادة السيارة ونيران صدره تشتعل بداخله تحرقه بالكامل وهو يصيح پغضب
ليه... ليه ياليلى ليه.. صړخ بها پغضب.. نظرت سيلين إليه بالمرآة فلا تعلم كيف تهدأ من روعه وهو محقا في غضبه ولكن الى أي حد سيؤدي به غضبه جراء نيران قلبه النازفة... هل حقا تكون ليلى دهست على رجولته وخانته بهذه الطريقة الشنعاء
مسحت عيناه وهي تهز رأسها رافضة حديثها مع نفسها
انسدلت دمعة حاړقة على وجنتيه وهو يتذكر الماضي
تكملة البارت الأول
فلاش باك قبل ثلاث سنوات
داخل هذا القصر المريب...في إحدى الغرف تدخل سيدة في أواخر عقدها الخامس إلى غرفة ذات الطابع الأنثوي الرقيق
جلست بجوارها السيدة التي تدعى زينب
تملس على شعرها بحنان أموي... ظلت لبعض الدقائق تنظر لأبنتها تتمنى من الله أن يرزقها حياة هادئة مثلها
سيلين حبيبتي... ياله
اصحي اخواتك صحيوا ياقلبي... قومي علشان متتأخريش على جامعتك... فتحت الجميلة عيناها التي تشبه لون البحر بأمواجه... اعتدلت الفتاه واتجهت لوالدتها مقبله جبهتها
صباح الخير مامي الحلوة
قبلتها والدتها صباح الياسمين على ياسمينة قلبي حبيبتي.. ياله قومي بسرعة خدي شاورك وغيري وانزلي بسرعة... جدك عامل اجتماع عائلي وعمك وولاده موجودين تحت
مطت شفتيها الكنزة بتذمر
اوف هو كل شوية اجتماعات عائلية... هو جدو دا مبيملش
رمقتها والدتها بتحذير
سيلي مينفعش نقول كدا على جدك... بابا لو سمع هيزعل جدا منك... ياله بلاش كسل قومي لما أشوف سليم صحي ولا لا
هو أبيه راكان مرجعش من اسكندرية
أردفت بها سيلين باستفهام
رجع بس متأخر وصحي من بدري بيعمل تدريباته...
نهار اسوح هتهزأ يامامي كنتي عرفيني.. بقالك ساعة بتكلميني وساكتة
قهقهت عليها والدتها
يعني راكان بس اللي بتعمليله حساب والباقي لا ياسيلين.. تمام
قفزت من مخدعها متجها إليها سريعا تضمها بمشاكسة
انت الحب كله يازوزو
ضمتها لصدرها.. وربتت على ظهرها
ربنا يهديكي يابنتي... رفعت ذقنها تنظر لمقلتيها
انت كبرتي ياسيلين معنتيش البنوتة ام عشر سنين... عايزاكي ياحبيبتي تخلي بالك من تصرفاتك وبلاش الحفلات اللي مابتنتهيش دي..
راكان لو عرف مش هيرحمك وممكن يقعدك من
الجامعة
نفخت وجنتيها بتذمر
يامامي كل