روايه للكاتبه منى احمد حافظ
الأسوأين
بدأت حالتها النفسية تتحسن اهتمامها بخالد الصغير فى اذدياد بدأ عقلها يفكر فى الإيجابيات منها أكثر من السلبيات .
لم يكن يزيد تعكير أيامها أكثر إلا الزوج المحترم الذى سلمها من أجل عقد عمل رغم طلبها الطلاق منه وتصميمها عليه إلا أنه رفض تماما واقسم أن يتركها معلقة دون طلاق طوال حياته .
طلب مقابلتها ورغم اعتراض الجميع إلا أنها وافقت
وكانت المقابلة فى منزل والدتها
... أنا مش طايقة اشوف خلقتك ودى فعلا آخر مرة تشرفنى بطلعتك البهية دى عايز ايه
..نعقد طيب عشان نعرف نتكلم ...
...من غير قعاد هات من الاخر ...
...ماشى نجيب من الاخر ومن غير لف ودوران
انتى عايزة تطلقى صح ...
...ياريت ...
...وأنا موافق بس تدينى التمن ...
...نعم ياخويا تمن ايه ...
...تمن طلاقك حريتك ياكدة يااما براحتك المحاكم ادامك وانتى حرة ....
...وايه التمن بقة أن شاءالله. ..
...5 مليون ...
...أفندم انت مچنون ولا حاجة انا هجبلك مبلغ زى ده منين ...
وضع يده فى جيبه وألقى لها جواب البنك الخاص بحسابها مكتوب فيه أن حسابها تعدى العشرة مليون ببضع آلاف من الجنيهات
كان هذه الأموال هى مستخلصات ما أخذته من والد خالد جمعته ووضعته فى البنك حتى ريعه السنوى يوضع على أصل المبلغ تلقائي بأمر منها وقررت عدم لمسه نهائى إلى أن تعطيه لابنها بيدها عندما تقابله فى يوم من الأيام .
...10 مليون يامدام وتاريخ الإيداع من قبل حتى ما اعرفك منين داانتى مكملتيش سنة فى السعودية ...
...ملكش دعوة وبعينك تشم الفلوس دى ...
...ده آخر كلام عندك ..
...أه واخبط دماغك فى أجمد حيطة ...
...يبقى مش هطلقك ياهدى واللى عندك اعمليه. ..
...لأ هعمل ياعمر هتشوف وكتير اوى كمان واتفضل بقى من هنا ومش عايزة اشوف وشك تانى. ..
تانى يوم انطلقت لعملها كعادتها فهى عادة تهرب فى العمل من الأمور التى تشغلها
وفى وقت الغداء لاحظ كل من هدى ومنى الوجوم والهم على وجه الأخرى
...مالك يامنى ...
...مفيش ...
...تصدقى باين عليكى ما تنطقى يابت مالك ...
...وهو مالى انا لوحدى انتى كمان شكلك مدايق اوى ...
...إيه الغريب يعنى ما ده بقى العادى بتاعى انتى الأهم دلوقتى مالك يابت صحيح ...
...والله مش عارفة اقولك ايه ياهدى انا قلقانة اوى ...
...ليه ...
...حسام ..
..ماله ما تنطقى على طول انتى بتقطعى كدة ليه قلقانة عليه ليه ...
...والله منا عارفة اذا كنت قلقانة عليه ولا قلقانة منه
..يخربيت اهلك على الصبح يابت انطقى على طول جوزك ماله ...
... كنت عايزة احكيلك بس انتى مكنتيش بتطييقى سيرة عمر خالص ...
...وايه دخل عمر فى الموضوع ما تتكلمى على طول ...
... فجأة من أسبوع لقيت حسام مصمم يفض الشركة فى المكتب مع عمر ...
...فجأة كدة من غير سبب ...
...هتجنن انا عارفة أن الموضوع ده فى دماغه بس مكانش فى إمكانيات يعمل مكتب هندسى بنفس الشهرة كدة هيضيع اسمه ...
...وبعدين ..
...امبارح لقيته بيقولى إنه ساب المكتب من يومين وان كل المهندسين اللى فى مكتب عمر كمان سابوه وجم عنده فى مكتبه ...
...وعمل مكتب كمان ...
...تخيلى منين وإذاى معرفش. ..
...متساليه...
...مرضيش يقول ...
سكتت هدى وسرحت لثوانى
...رحتى فين ...
...أصل اللى بتقوليه ده ممكن يكون له علاقة باللى حصلى امبارح ...
...اللى هو ايه بقى ...
قصت هدى عليها ما كان من عمر معها
...ده طبيعى يابنتى ...
...يعنى إيه طبيعى انا كنت عارفة انه ۏسخ بمعناها بس اول مرة اشوفه مركز مع الفلوس كدة ...
...محتاج فلوس كتير جدا فى الفترة دى حصة حسام وبقية حساب المهندسين اللى سابوه وفلوسه علشان يعمل تعاقد جديد وكمان مصاريف العقد اللى خده واللى معاه ميكفيش ربع الليلة دى حسام قال كدة. ..
...أنا كدة فهمت ...
... وبعدين هتعملى ايه ..
..ولا حاجة سيبيه يغرق اكتر وخلينا نتفرج ...
مر أكثر من ثلاثة شهور بعد أحداث المزرعة لم تسمع عنه شئ أو يصلها أى خبر حتى أنها لا تعلم أن كان فى مصر انا عاد لدولته مرة أخرى
لم يسأل عنها وبدا أن ذلك يحزنها فعلا لكنها أم تفكر ابدا فى السؤال عنه وتقاوم رغبتها أن اتتها فى ذلك
لدرجة أن آتاها وقت سألت نفسها
...قررتى تسامحيه شيطانك بيلعب بيكى ليه ياهدى بعد كل اللى حصل ...
وتعود لتقول لنفسها. .. دا أنقذك من وهو فى السعودية جوالك فورا بالتأكيد هو مهتم وبعدين انتى متعرفيش بالظبط ظروف مۏت الولد ولا تعرفى مين السبب بالظبط ...
يرد الصوت المهاجم داخلها ...بأى حال هو المقصر الأول فى حق الولد لأنه هو الشخص الوحيد اللى المفروض يحبه بعيد عن أى مصلحة وبعدين نسيتى خلاص خوفه من اهله وبالذات أبوه وسلبيته فى التعامل مع الحوار ده سلبيته دى اذتك كتير
ايه ياهدى عندك استعداد لأذية جديدة ولا ايه
يرد الصوت المدافع ...بس حاول يحمينى من أبوه طول الوقت ...
...يحميكى اذاى يااختى بسلبيته ولا باجبارك تنفذى طول الوقت ...
... بس شكله المرة دى حاجة تانية شكله واثق اكتر من نفسه اقوى من قبل كدة انتى شفتى أتعامل مع الموضوع أذاى بتيليفون من آخر الدنيا شوفتى مشى ابن عمه أذاى بالهدوم اللى عليه ...
.... ما يمكن عمل كدة بس من إحساسه بالتقصير من ناحية ابنك اللى ماټ وبعدين انتى متعرفيش هو ايه دلوقتى وعايش مع مين ما يمكن حب جديد ولا صاحب بعد مراته اللى ذى دول الأمور بالنسبالهم متاحة ...
...تفتكرى
...وايه المانع انتى هبلة ولا ايه انتى متخيلة انه هيفضل عايش سبع سنين على ذكراكى ....
واستمرت هكذا لأيام وأيام يتصارع داخلها صوتين أحدهما يدافع عنه والآخر يهاجمه بشراسة وما يعزز موقف المهاجم ويضعف المدافع هو عدم سؤال خالد عنها مرة أخرى حتى الآن
لم ينقذها من دوامتها هذه غير وصول كم غريب من الأخبار عنه تدل على أنه كان متحكما فى كل الأمور حولها طوال الفترة الماضية بعد ما حدث فى المزرعة
أولها ورقة طلاقها التى وصلتها عن طريق محضر من المحكمة فى البداية لم تصدق معقول طلق هكذا بدون ضغط أو مساومة .
وثانيها وأهمها ما اخبرتها به منى عن حسام
...هدى هدى سيبى اللى فى ايدك وتعالى ..
..مش وقته يامنى اصبرى أما اخلص الغدا روحى اقعدى مع العيال شوية ...
دخلت وشدتها من يدها متجهة بها للدور العلوى
...أكل ايه بقولك حاجة مهمة ...
...براحة طيب خدى بالك من الأكل والنبى ياماما ...
...ادخلى ...
وأغلقت الباب بالمفتاح من الداخل
...إيه يابت فى ايه ايه الاكشن اللى انتى عاملاه ده
... أنا اللى عاملة اكشن برده ولا حبيب القلب ...
...هى هبت عليكى على المسا حبيب قلب مين ...
...قلبك
انتى ياوزة خدى بس اقرى الخبر ده ...
فتحت تيليفونها واعطتها اياه قرأت هدى العناوين بسرعة لكن اندهاشها أوقفها عن القراءة لتستفسر
... هى مش modern design ده مكتب حسام ...
... أيوة ياستى ...
...أنا مش فاهمة حاجة أذاى العقد يتلغى مع مكتب مشهور زى مكتب عمر ويدوه لحسام ...
...يعنى إيه بقى