القصة التي هزت العالم
انت في الصفحة 1 من صفحتين
يحكى مغسل الامۏات انه في يوم من الأيام حضرت جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ومع الشاب مجموعة من أقاربه ، لفت انتباهي شاب في مثل سن المټوفي يبكي بشدة شاركني الغسيل وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع
وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر
ولسانه لايتوقف عن قول إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلا بالله
هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً
بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به بالشاب
إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر
الټفت نحوي وقال : إنه ليس أخي
ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب
سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه
إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم
كبرنا وكبرت العلاقة بيننا أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً
التحقنا بعمل واحد
تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين
رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن
عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا وتنتهي الأحزان عندما نلتقي
اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة
نذهب سوياً ونعود سوياً
واليوم … توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء
يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا
خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما