رواية قمر السلطان بقلم Lehcen Tetouani
وتبعد الحرس عن غرفة السلطان وأنا سأقتله وسيأخذ أخوه مكانه فلقد ألغى كثيرا من إمتيازات الأمراء والوزراء ورجال الدين لكي يبني الطرقات والجسور ويرمم الأسوار
لقد كان والد السلطان ينفق علينا بسخاء ولم يكن يهمه شيئ إلا الملذات وكنا نحميه من ثورات شعبه وهو يكافئنا
الآن إنتهى كل شيئ مع إبنه نجم الدين لقد إتفقنا مع أخيه المنصور على خلعه
سأتسلل غدا لقټله و نحن نعرف كيف نكافئك خذ هذه الصرة من المال وإياك أن تنسى يا محمود هل فهمت كن حذرا لا يجب أن يحس بك أحد عندما تفتح السرداب !!!
سمعت قمر كل ما دار بين الرجلين أدركت أن السلطان في خطړ وأحست بقلبها يخفق لم تعرف هذا الشعور من قبل كان بودها لو تطير إليه وتخبره ما يدبرون له في الخفاء
. نزلت قمر إلى البحيرة في الليل واستحمت ومشطت شعرها ولبست ثوبا أبيض من حرير سمرقند ووضعت في رقبتها عقدا من اللؤلؤ وتجملت ثم جلست تنتظر السلطان
وقد ظهرت عليها اللهفة بعد قليل جاء جمال الدين ولما رآها إنحبس الكلام في حلقه من شدة حسنها وبياضها قبل جبينها وقال من اليوم مقامك بين الأميرات تعالى الآن للنشوي لحمنا ودجاجنا وأخبريني كيف سړقت دجاجة حارس البستان
عندما كانت صغيرة
فتعجب منها وقال أما أنا فقصتي محزنة لقد إختار لي أبي فتاة من بنات الملوك لكني لا أشعر نحوها بالحب فهي مغرورة وهي كثيرا ما تلومني على مجالسة البسطاء وتقول لي أن هذا لا يليق بك
أما أنت فقلبي يحس بالسعادة معك الوقت الآن متأخر لا بد أن أنصرف وغدا سأعطيك غرفة في القصر إن أردت
نظرت إليه بتردد وقالت أنت في خطړ يا جمال الدين
رمقها بدهشة وسألها عن ماذا تتحدثين
أجابت أحدهما يرتدي ملابس الحراس والآخر يحمل وشما فيه حيتين على ذراعه
ضړب يده على جبينه وقال لها لقد رأيت في المنام رؤيا مزعجة منذ أيام والآن عرفت تفسيرها فالحيتين هما ذلك الرجل الذي يريد قت لي أما الطائر الذي خرج من الغابة و أنقذني هو أنت يا قمر وقال لها بقلق أمامي وقت قصير لأتدبر الأمر وإلا ضاع ملكي
طلب من الحراس إيقاظ الحكيم من النوم وإحضاره على الفور ولما جاء فتح عينيه بصعوبة وسأل
ماذا يحدث
أجاب السلطان أكثر مما تتصور ثم حكى له قصة الحلم والحوار الذي سمعه من قمر
قال له الحكيم لأنك أمرت بترميم المساجد والزوايا وما فسد من المدينة فإن الله أرسل لك هذه البنت من آخر مملكتك لتحذرك من مكائد القوم سبحان الله الذي جعل لك مخرجا وأنت لا تعلم
أما الحل فهو أن ترسل في طلب الأمراء والقادة واحدا تلو الآخر ثم تسجنهم وتنصب كمينا للحارس الذي سيفتح باب السرداب وللقاټل ذو الحيتن لما أتم الحكيم كلامه تثائب
وقال للسلطان أما الآن فسأرجع لأنام وقبل أن أنسى إذا قضيت على الفتنة فتزوج من تلك البنت قمر فأنت تحبها وهي أيضا تحبك كلنا نحس بذلك
في الصباح أرسل جمال الدين في طلب الأمراء والقادة وأوصى رسله أن يأتون بهم واحدا بعد الآخر لكي لا يثير ريبتهم ولما لاحظوا أنه يعلم كل شيئ اعترفوا بخطيئتهم
كان السلطان يسمع وقد هالته المؤامرة وفهم أن رأس الشړ هو أخاه المنصور الذي كان وليل للعهد لكن حكيم الزمان نصح أباه باستبداله بالابن الأصغر وعاب عليه الفسق وسوء التدبير
وكان يعلم أن أخاه لم يعجبه ذلك وهدد الحكيم بفقع عينيه وقطع لسانه لو آل العرش إليه ونسي أنه مؤدبه
ولما أحصى السلطان من بقي مخلصا له لم