رواية تزوجت م.دمنا
حياه ساخرة
"سماعة بلوتوث موصلاها للموبايل.! حاجة معروفة يعني.! "
كريم -: بس الصوت كان مستمر حتى وانت مش موجودة.!
حياه -: أيوة قولتلك سماعة واحدة عند بابك متخفية والتانية تحت السرير وكنت بصدر الأمر من موبايلي.! وبحدد الوقت كمان دي حاجة بدائية جدا.!
كريم -: ممممم والنور طبعا انت الي كنت مظبطاها.!
حياه بغرور بعد ان تناست فعلتها -: اكيد !
كريم -: ولما شديتي في شعري وتصرخي وتجري على برا !!
حياه -: كل ده تمثيل يا حبيبي ! أنفع ممثلة أكثر ولا مؤلفة أكتر بقى.؟3
كريم وهو يضع سبابته أعلى أنفه متأملا الأرضية المغلفة بالسيراميك..
"هنحدد ده بعدين.."
حياه وهى تتنحنح بعد ان عادت متذكرة خطورة موقفها
" على فكرة انا عملت ده عشان تخرج معايا، وتخرج عن حالة الانطوائية الي كنت فيها دائما.. عشان تشوف الجانب الحلو في الحياه وتبعد عن المخد-رات الي لهياك كتير عن حاجات حلوة المفروض تستمتع بيها.! "
احمرت وجنتيه كريم بغضب عقب جملتها الأخيرة.. " مخد-رات.؟! " الحكاية هكذا إذا.؟!
" مخد-رات.؟ عملتي كدة عشان المخد-رات.! فاكرة انك هتلهيني عنها مثلا.؟ فاكرة اني هتسحر معاكي وانسى مخد-رات عادي كدة.؟ (صمت ثوان يحدق بها، يستكشف أثر حديثه عليها) كنت فاكرك ذكية، بس طلعتي غبية ومش فاهمة حاجة !!
كان يلقى حديثه وكل كلمة تنزل على مسامع حياه بقنبلة ذرية.. كل كلمة تغرز سهما حاد بفؤادها.. كل كلمة تنبع من أنهار كلماته تخبرها بأعلى صوت أنها فشلت.!
كانت تعتبرها اول محاولة.. وكانت ترى تطور حالته لنتيجة أفضل وتأمل بنسبة كبيرة في علاجه تماما.. ولكن جاء حاملا شوال كلماته اللاذعة صاببا إياه في طبول اذنها، قائلا بعلو صوت
" طلعتي غبية.. غبية.. غبية !! "
شرودها وحالتها التي تحولت لحزن صغير الآن لهتها عنه.. لهتها عن كريم الذي تحرك رويدا رويدا صوبها.. حتى بات أمامها مباشرة ورغم ذلك لم تنتبه له..
و لم تع شيئا بعدها..!!
رائحة كريهة تسللت لأنفها غ،ـدرا..
لتجبرها عمدا بأن تستيقظ وتفيق من إغمائتها الآن.!
ظهرت تعابير الاشمئزاز على وجهها من تلك الرائحة البشعة.. وحاولت فتح أعينها،، أصابتها أولا شعاعات ضوء قوية فرت لعقلها متضاربة..
فأغمضت عينيها بتأفف مرة ثانية..
مع زيادة نسبة تلك الرائحة كشفت ستائر جفونها عن كواكب عينيها..
لم يكن هناك ضوء،، فوجهه بمنكبيه العريضين كانا كافيلين لصد اي شعاعات ضوء موجودة..
بدأت بالإفاقة شئ فشئ.. استطاعت رؤية موضعها الشنيئ.. فهى معلقة على الحائط من كلتي ساعديها !!
إتسعت مقلتاها بعدم تصديق وهى تحدق أكثر في المكان حولها...
كل شئ طبيعي إلا إثنين..
ذلك الشرس الجالس أمامها ببرود واضعا قدم على الاخرى، مدخنا سيكاره بنهم..
و تلك القيود الحديدية المعلقة بالسقف تشل حركة يدها وقدماها تماما.!
حتى قدماها لا يلمسا الأرض.!
صاحت واعرة وتعابير الصد@مة والاستنكار محل اقامتهما وجهاا..
" عااااااااااااااا ايه ده.!! ايه الي انت بتعمله ده.؟! "
" قولتلك اني مش هئذيكي، وانا مش هئذيكي فعلا انا هسيبك زي ما انت كدة.! "
تفوه بها كريم ببرود.. وهو يقذف تلك "البصلة" في الهواء ويمسكها ثانيا..
حياه بحدة-: انت مجنون.؟ معلقني في الحيطة وبتقولي مش هئذيكي.؟! وبعدين عملتها ازاي دي انت عملت فيا ايه.!
كريم -: مجنون أيوة.. أصل انا الي قعدت أخترع في قصص وحواديت وجو كفر دلهاب عشان عايز اتفسح مجنون فعلا !!3
و متهيئلي ياستي اعلقك في الحيطة احسن ما انزلك واضر-بك واغتص-بك وارميكي لحمة حمرا في الشارع.!
تنهد قصيراا قبل ان يكمل *
أما بالنسبة بقى جيبتك هنا ازاي فأنتي مأخدتيش منى كف واحد وكنتي مغمى عليكي في الأرض بس المرحلة الصعبة فعلا ف فشيلك لازم تخسي شوية مش كدة.!
حياه بنبرة اشبه ببكاء الأطفال وصياح -: وكمان بتقول عليا تقيلة يعني انا تخينة.؟! قصدك اني تخينة صح.! ما انت لو فيك صحة كنت شيلت عدل بس انت لامؤخذة خرعع !!
كريم مصدوما مستنكرا رافعا إحدى حاجبيه -: خرعع.؟!
حياه بإصرار -: أيوة خرعع.. اتفضل نزلني بقى يا خرع من الي انت عمله ده.!
كريم بحدة -: لاااا.. انا قولت اعلقك شوية تتعاقبي بس شكلك عايزة تتعلقي وتضر-بي زي البهايم !
حياه -: البهايم دول الي ملهمش لسان ياخدو حقهم بيه فبيتجرجروا للضر-ب والحزمة !!
وقف يجز على أسنانه بعد ان برزت عروقه بشدة.. وكأن صف أسنانه السفلى سوف ينهدم بعد قليل.!
أما حياه فكانت تشعر بالظفر لردها رد حكيم اصمته.. وتشعر بالخيبة والغباء لأستفزازه فهو سيصب كل غضبه فيها الآن.!
كريم بشراسة من بين أسنانه
" تمام.. نشوف مين هيطلع بهيم في الآخر.! "
بدء يفك حزام بنطاله وهو يلف نصفه حول كفه.. ويقترب رويدا منها..
اقترب أكثر وأكثر حتى صار أمامها، أستعد للصفعة الأولى التي حتما تصبح اقواهم.!
قطع تلك اللحظة صوت هاتفه "حماه " والد حياه يتصل عليه..
كريم -: ابوكي بيتصل،، اقسم بالله لو فتحتي بؤك بحرف واحد ما هخلى شبر في جسمك سليم.! هخلي الحزام ده يتقطع على جسمك انت حرة.!
اومأت حياه رأسها إيجابيا ببرود..
و تكلم كريم مع "صديق"
كريم -: الو.؟ أيوة يا عمي.. انا تمام،، كلو تمام يا عمي.. حياه.؟ حياه كويسة جدا.. ثواني وهتبقى معاك..
شاور كريم لحياه بعلامة "الذبح" إذا تفوهت بحرف..
و ضحكت حياه على تلك الدراما الذي يصنعها.. وضع الهاتف على اذنها و..
حياه -: الو.؟ أيوة يا بابا.!
صديق -: الو يا حبيبتي، عاملة ايه يا روح بابا.!
حياه -: انا تمام الحمدلله، انت عامل ايه وصحتك أخبارها.؟!
صديق-: كلو شغال نحمد ربنا.. عاملة ايه مع جوزك يا حياه.؟
حياه -: كريم.؟ كريم ده ملاك يا بابا والله.!
صديق -: يعني مبسوطة معاه يا حياه.؟
حياه بسخرية -: ايه الي مبسوطة معاه.؟ ده انا متعلقة من الفرحة يا بابا اقسم بالله.!
صديق-: الحمدلله.. يارب يهديكي يا بنتي ويبعد عنك ولاد الحرام ويسلكلك طريقك.!