الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية تزوجت م.دمنا

انت في الصفحة 4 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

نظر لها برفع إحدى حاجبيه وهو يجيب مترددا

-: اآ.. لأ.!

نظرت له مصطنعة الإستغراب وهى تسأل

-: مالك.؟ مندهش كدة ليه.؟!

الفصل الرابع

وضع يده خلف رأسه وهو يفرك شعره

-: متهيئلي ده هدوء ما قبل الزلزال.؟

تنهدت حياه بهدوء وهى تجيبه

-: اولا اسمه هدوء ما قبل العاصفة.!

ثانيا مفيش عاصفة ولا حاجة.! ليه متوقع إني هنفجر فيك.؟!

نظر كريم بحذر وهو يتفحص ملامحها، لا يبدو انها غاضبة.! رغم تأخره لساعتين لم تغضب.!

هبطت حياه اول سلمتين، وقفت وهى تنظر له بإستفهام

-: هتفضل واقف عندك كدة كتير.؟! كنت ناوي تدخل ولا ايه ؟!

مط كتفيه بدون اهتمام وهو يتبعها للأسفل..

ركبا السيارة وطول الطريق صامتان..

تتابعه حياه بتفصيل دقيق، تراقب كل حركة يقوم بها وتترجمها من قاموس معرفتها النفسية..

و كريم أيضا يراقبها أحيانا، تملكه الاستغراب.. فهى لم تسأل إلى أين سيذهبون.؟!

كريم بهدوء

-: مش عايزة تعرفي رايحين فين.؟

" لا.! "

هكذا أجابت حياه بمنتهى الهدوء..

لمعت عيناها بإنتصار.! فهى كانت متيقنة استفساره هذا.! نظرت للجهة الاخري وهى تبتسم بخبث داخلها، وتحدث نفسها متحدية

" لازم يسألني انا مش خايفة ليه.! هيسألني.! "

مرت دقائق أخريات،، وحياه صامتة تنتظر سؤاله بلهفة..

أما كريم ف كان يراقبها بشرود لثوان.. فآخر مقابلة لهما كان يهددها بالقت-ل.! كان شرس وبري.. كيف تأمن له هكذا ولا تخشاه..؟!

اوقف السيارة جانبا فجأة ليدوى صوت صرير نتيجة احتكاك الإطارات مع الأرض الصلبة..

و سألها السؤال الذي تنتظره حياه على احر من جمر..

" هو إنت مش خايفة..؟؟! "

حاولت منع ابتسامتها المظفرة بصعوبة،، ولكن قلبها كان يرقص مهللا للإنتصار.. تنهدت بهدوء وخفة4

-: وأخاف ليه.؟

أجابها بتأتأة

-: اآ.. يعني مم من آخر مرة لما هددتك اني اقت-لكك.! وككمان بعد ما عرفتي إن،، إني مد-من.!

صوبت نظرها لأعينه بجراءة.. وأكملت بوقاحة

-: حاول تفهم اني دكتورة علم نفس،، يعني نوعيتك دي عدت عليا كتير اوي..1

و بعرف اتعامل كويس مع المرضى الي شبهك.!

أهانته.. أهانته ولكن صبرا جميل.!!2

اكتفى بإيماءة خفيفة من رأسه وهو يعود لقيادة السيارة.. وأشاحت هى وجهها للجهة الاخرى.!

~~

ترجلا من السيارة.. تأملت هى المكان حولها بحذر..

وجدت العديد من المراكب والسفن..

و منظر الغروب وقتها مع البحر أعطى مفهوم لنقاء النفس الحقيقي.!

و القمر الشفاف المكتمل، في ليل ارجواني وزرقة خافتة.. مع ضوء الشمس الباهت البرتقالي الزاهد أحبته حياه كثيرا.!

استنشقت جرعة كبيرة من ذلك الهواء النقي، وزفرته بهدوء.. نظرت لكريم الذي يتأملها عن قرب، قالت وهو تنظر للأعلى مغمضة العينان

-: الهوا.. منظر البحر مع ألوان السما.. الحاجات دي الي تستحق تدمنها بجد.!

غبي،، غبي الي يبقى قدامه حاجات زي دي ويروح يشم بودره وتخلف.!!2

احتدت نظراته وهو يزفر بغضب..

ضغط على أسنانه السفلية بغيظ،، وقال في نفسه

-: حسابك عمال يتقل معايا.! بس كلو بآوانه حلو.!

حياه -: مقولتليش،، جايبني هنا نعمل ايه.؟!

أشار لها بيده المتجهة الي نحو ما

-: دلوقتي تعرفي.!

إتبعته حياه وهى تمشى بثقة، لم يتحرك لها جفن رغم دقات قلبها المتصاعدة الي حد ما..

وقف كريم أمام إحدى المراكب الكبيرة الفخمة.. تعتبر من أفضل أنواع المراكب المرصوصة..

قفز كريم بخفة للداخل..

-: اساعدك ولا هتعرفي تنطي لوحدك.؟

وقفت حياه ثوان تنظر له،، هى تستطيع ان تقفز المسافة بسهولة ولكن أرادت ان تعطي ذلك المريض أمامها دفعة معنوية ولو بنسبة بسيطة.!

مدت كفها الصغير

-: ساعدني.!

إستجاب كريم والتقط يداها وهو يسحبها بمنتهى اليسر له..

تعمد أن يخفف من قبضته، ويوهمها بالسقوط بين السطح الخشبي والسفينة..

شهقت حياه وهو تشدد من قبضتها حول عنقه..2

كريم-: متخافيش.! مش مسطول لدرجة اني اوقعك.!

الصقها به وأنزلها ببطئ على أرضية المركب..

تركها ودخل..

حياه بهمس

-: شكلك مريض شرس.! بس ومالو انا محتاجة فرصة اثبت لنفسي إني دكتورة شاطرة.!

دلفت حياه خلفه، وجدت طاولة دائرية مغلقة بالحرير الأحمر، عليها شتى الأكلات الشهية وزجاجة عصير..

حياه:- هو انت الي محضر الحاجات دي.؟!

كريم ببرود -: لا، مش انا.!

حياه بمرح:- شابوه لصراحتك،، يا... كريم !

توجه كريم لآريكة ما بجانب المركب، جلس بإهمال وهو يشعل سيكاره ليدخن بهدوء..


انت في الصفحة 4 من 33 صفحات