السبت 23 نوفمبر 2024

روايه الكبش والانسه كامله جميع الفصول

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

كانت سحنة السيد المحترم الشبعانة اللامعة تنطق بالمَلل القاټل؛ كان قد غادر لِتوِّه أحضان مورفيوس١ بعد الظهر ولا يدري ماذا يفعل. لم تكن به رغبة في التفكير أو التثاؤب … أما القراءة فمَلَّها منذ عهد سحيق، وكان الوقت لا يزال مبكِّرًا للذهاب إلى المسرح، ومنَعَه الكسل من الذهاب للتزحلق. فما العمل؟ بمَ يُسلِّي نفسه؟

وأبلغه الخادم يجور: هناك آنسة جاءت تسأل عنكم.

– آنسة؟ هم … ترى مَن هي؟ على العموم سِيان، ادعُها.

ودخلَت غرفة المكتب بهدوء فتاة وسيمة، سوداء الشعر، ترتدي ملابس بسيطة … بل وبسيطة جدًّا. وعندما دخلَت حيَّت بانحناءة، وأخذت تقول بصوت مرتعش: أرجو المعذرة. أنا … قالوا لي إن حضرتكم … إنه من الممكن أن أجدكم في الساعة السادسة فقط.

أنا … أنا … ابنة مستشار القصر

 

 بَالتسيف.

– تَشرَّفنَا … تَفضَّلي اجلسي! أي خدمة؟ اجلسي لا تخجلي!

– لقد جئتكم في طلب.

مضَتِ الآنسة تقول وهي تجلس في ارتباك وتعبَث بأزرارها بيدين مرتعشتين: لقد جئتُ … لكي أطلب منكم بطاقة سفر مجانية إلى موطني. سمعت أنكم تعطون وأنا أريد أن أسافر، وليس معي … أنا لستُ غَنِية … بطاقة من بطرسبرج إلى كورسك.

– هم … هكذا … ولماذا تريدين السفر إلى كورسك؟ ألا يعجبك الحال هنا؟

– لا، هنا يعجبني، ولكن … أهلي، أريد أن أسافر إلى أهلي؛ لم أرهم منذ مدة طويلة … كتبوا لي أن ماما مريضة.

– هم … وأنت هنا مُوظَّفة، أم طالبة؟

وأخبرَته الآنسة بالمكان الذي كانت تعمل فيه وعند مَن، وكم كانت تتقاضى، وبحجم العمل الذي كانت تؤديه.

– هكذا … كنتِ تَعمَلين … نعم، لا يمكن القول إن مُرتَّبك كان كبيرًا … لا يمكن القول … ليس من الإنسانية ألَّا تُصرَف لك بطاقة مجانية … هم … إذن فأنت مسافرة إلى أهلك … حسنًا، وربما كان لديك في كورسك حبيب، هه؟ حبُّوب، هئ، هئ، هؤ … خطيب؟ آه، تَخجلِين؟ أوه، لا داعي! هذا شيء محمود فَلتسافري … حان الوقت لكي تتزوَّجي … ومن هو؟

– موظف.

 

انت في الصفحة 1 من صفحتين