روايه الكبش والانسه كامله جميع الفصول
انت في الصفحة 2 من صفحتين
– شيء محمود … سافِري إلى كورسك … يقال إنه على بعد مائة فرسخ من كورسك تنتشر رائحة حساء الكرنب وتزحف الصراصير … هئ، هئ، هؤ … لا بد أن الحياة مُملَّة في كورسك هذه؟ لا تخجلي، انزعي القبعة! نعم، هكذا! يا يجور، هات شايًا. لا بد أن الحياة مملة في هذه اﻟ … أم … ما اسمها … كورسك؟
لم تكن الآنسة تتوقَّع مثل هذا الاستقبال الرقيق فَشعَّ وجهُها بالسرور، ووصفَت للسيد المحترم كل ما في كورسك من ألوان التَّسلية … وأخبرَته أن لديها أخًا موظفًا، وعمها مدرس وأبناء أخيها تلاميذ … وقدَّم يجور الشاي … وتناولَت الآنسة الكوب بِوجَل، وراحَت ترشفه دون صوت وهي تخشى أن تَصدر عنها مَصمصة … وكان السيد المحترم يَتطلَّع إليها وهو يبتسم بسخرية … لم يَعُد يشعر بالمَلل.
وسألها: هل خَطيبك وسيم؟ وكيف تعرَّفتُما ببعض؟
وأجابت الآنسة بخجل على هذين السؤالين. واقتربت بمجلسها من السيد المحترم في ثقة، ورَوت له وهي تبتسم كيف تقدَّم الخُطَّاب هنا في بطرسبرج فرفضَتهم … تحدَّثَت طويلًا. وأنهَت حديثها بأن أخرجَت من جيبها رسالة من والديها وقرأَتها على السيد المحترم.
ودقت الساعة الثامنة.
– والدك خطُّه لا بأس به … بأي زخارف ينمق الحروف؟ هئ، هئ … حسنًا، لقد حان وقت انصرافي … لا بد أن المسرح بدأ عَرضُه … وداعًا يا ماريا يفيموفنا.
فسألت الآنسة وهي تنهض: إذن أستطيع أن آمل؟
– بماذا؟
– بأن تعطوني بطاقة مجانية.
– بطاقة؟ هم … ليستْ لديَّ بطاقات. يبدو أنك أخطأتِ يا سيدتي … هئ … هئ، هئ … أخطأتِ العنوان، دخلتِ غير المدخل … بالقرب مني يسكن، حقًّا، أحد العاملين في السِّكك الحديدية. أما أنا فأعمل في بنك! يا ياجور، مُرهم أن يَعُدُّوا العربة! وداعًا يا ma chére
ماريا سيميونوفنا! سعيد جدًّا سعيد جدًّا.
ارتدَت الآنسة مِعطفها وخرجَت … وعند المدخل الآخر قيل لها إنه سافر إلى موسكو في السابعة والنصف