الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية تزوجت م.دمنا

انت في الصفحة 25 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

شق حالة الصمoت التي سيطرت مؤخرا بصوته الرخيم.. متأملا بؤبؤي عينيها اللامعين..

" إنت عارفة.. كل ما ببص للقمر، بشوف عينيكي.! "

سمعت تلك الجملة من هنا.. واشاحت بوجهها بعيدا من هنا..

لن أقول توردت وجنتاها خجلا.! بل تورد وجهها كاملا.!

هربت مزغللة المقلتان لزاوية بعيدة عن مرمى بصره المصوب عليها..

" انا مش بجاملكك على فكرة.! ولا بقول أبيات شعر في جمالك.. انا بقول حقيقة شايفها.. بشوف في القمر عينيكي.!

صحيح عينيكي سود، بس مصدر للبهجة.. بهجة عالية، عالية اوي.!! "

ظلت صامتة.. تحدق في اللا شئ.. فقط تهرب من مقلتيه العسليتين المتابعان لها..

أكمل ضاحكا

" بحس في عنيكي فيلم 3rd عن الكواكب والأقمار بجد.! "

نظرت له من زاوية عينيها، واكتفت برسم ابتسامة صغيرة على ثغرها..

ضحكت بعدها قائلة

" طب بس عشان انا الكلام حلو بيقلبلي بطني.! "

¤¤ الآن.! ¤¤

ضحكت على تلك الذكرى التي لم يدم عليها وقت طويلا.. فقط في فقرة قص حكاية " إبراهيم " واعتزالهم عن المنزل..

نظرت نظرة طويلة للقمر أمامها.. وهى تتساءل بخيبة

" طب ايه مش هيجي يعبر القمر.! "

نهضت تسير يمينا ويسارا بملل..

" خلاص اروح انا اعبر بقى.! "

~~

تسللت عبر باب غرفته المفتوح..

وتسحبت على قدماها محاولة ان لا تصدر صوت..

" في حاجة.؟! "

هتف بها كريم بجهورية مندفعة وهو نائم على الفراش.. فزعت على أثرها حياه

حياه بتأتأة -: اآ ان انا جية أطمن عليك.. واشوفكك خدت دواك ولا لسا..

كريم بجمود:- مش عايز دوا ولا زفت

حياه -: طيب.. براحتك

سحبت حياه المقعد الصغير.. وتوجهت أمام كريم وجلست أمامه..

حياه -: ممكن تقولي مالك بقى.؟ ليه قلبت عليا كدة.؟!!

كريم بعد صمت.. -: ليه بتعملي معايا كدة.؟!

حياه بدهشة -: بعمل ايه.؟!

كريم بصوت ضعيف.. منكسر.. متقطع

" ليه بتساعديني.؟ ليه واقفة جنبي رغم كل الي بعمله فيكي.!

عرفتي اني مد-من.. وكنت تقدري تهربي او تبلغى عني رغم تهديداتي ليكي.. بس معملتيش كدة.! فضلتي جنبي رغم الضر-ب والعذاب الي سببتهولك..

واحدة زيك متعلمة عارفة اني خطر كبير جدا..

رغم كل ده مشتكتيش، مهربتيش..

ليه بتعملي كدة.! ايه المقابل من واحد مريض شبهى. !! "

كانت تستمع وكل كلمة تغزو قلبها، تتساءل في نفسها يوما.. ترى ما حجم المشاكل التي قابلها ذلك الشاب ليتحدث بذلك الصوت الواهن الضعيف.؟!

ما السبب الذي سحبه لذلك الطريق المدمر.؟! هل مoت والدته سبب كفيل لأن ينجر في ذلك الطريق الحالك.؟!

تنهدت طويلا،، قبل ان تستأنف..

" ليه حاسب نفسك خطر.؟ ليه فاكر انك مريض والمفروض محدش يقربلك.؟ ليه حاسب نفسك شا،ـذ عن البشر.!

كريم اول مراحل الضعف انك تقلل من نفسك.! إنت مش وحش.. مش وحش ابدا.! "

صاح بها غاضبا وهو يجلس على الفراش

" مش وحش.؟ بعد كل الي عرفتيه وبتقولي مش وحش.؟! لا وحش.. وحش يا حياه.! "

جلست حياه أمامه على الفراش، وهى تحتوي وجهه بين كفيها

" حتى لو وحش يا كريم.. انا مراتكك، يعني غصب عن الدنيا بحالها هفضل جنبك.. وهساعدك مهما عملت فيا.! "

عاد لنبرة صوته الضعيفة المهزوزة

" إنت جيتي دنيتي غلط..

وبقيتي مراتي غلط.. انتي وجودك في حياتي غلط.!

انا معملتش حاجة حلوة تستحق اني اتكافئ بيكي! "

حياه مسرعة -: يمكن عشان كدة انا دخلت حياتك.! عشان تعمل حاجة حلوة تستاهل اني أفضل جنبك.!

حرك رأسه لليمين ولليسار نفيا.. وعاد الجمود يغلب تعابير وجهه وهو يرجع لوضعيته نائما

" مش فاضي.. مش فاضي اعمل حاجة حلوة.. امشي إنت اسهل.! "

ابتسمت بذكاء.. وهى تقترب منه حتى لامس جبينها جبينه

" خلاص، مش لازم تعمل حاجة حلوة.. بس انا هفضل جنبك بردو.! "

طبعت قبلة عميقة على وجنته، حاول جاهدا بأن يتصنع التجاهل ويتغلب على كمية المشاعر التي اجتاحته لحظتها..

تمدتت جانبه وهى تحتويه بذراعها وضحكت ساخرة وهى تقول

" اصل العفاريت رجعت تاني.! "

حاول للمرة الثانية ان يتغلب على ابتسامته بصعوبة بالغة..

مرت الدقائق ولازال شارد يفكر.. قطع الصمoت بسئاله

" انت صاحية.؟! "

حياه-: اهاا..

كريم -: مش عايزة تعرفي انا ليه بقيت مد-من.؟!+

رفعت رأسها له -: اكيد عايزة اعرف.!

كريم -:...

الفصل الحادي عشر

كريم -: مش عايزة تعرفي انا ليه بقيت مد-من.؟!

رفعت رأسها له -: اكيد عايزة اعرف.!

كريم -:........

ظل صامتا.. شاردا للأعلى، تعابير الألم والندم مرسومة بوضوح على محياه..

درسته بنظراتها، وفورا ترجمت حالة الصمoت تلك وفسرتها، وبدورها لم تضغط عليه، ظلت فقط تمسح على وجنته كما تفعل دائما.!

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 33 صفحات