رواية كواسر اخضعها العشق كاملة بقلم نورهان العشري
على جدران مدخل العقار الذي يقطن به والدها و بداخلها تجمعت خيبات العالم أجمع حتى أنها ما جاءت إلى هنا إلا لتتلقى خيبة أخري قد تكن هي المنقذة لروحها التي تشتهي المۏت كما يشتهي الناسك الجنة !
بصورة آلية قامت بطرق باب الشقة لتمضي ثوان و تجد والدها أمامها يطالعها بنظرات مصډومة و ما كاد أن يتحدث حتى باغتته كلماتها و نبرتها التي كانت فاقدة لكل معالم الحياة
قبضة قوية اعتصرت قلبه حين استمع إلى كلماتها المعذبة و هيأتها المدمرة فهمس پصدمة
هدى
هدى بجفاء يتناقض مع عينيها التي يسيل منها الألم بغزارة
هيا . هيا. لا تحجم شياطينك أكثر . اصفعني و حتى إن أردت اقټلني ولكن أتوسل إليك لا تلقي بي أمام عتبة بيته مرة
اهتزت نبرتها حين نطقت جملتها الأخيرة و التي كان سکينا نحر عنق رؤوف الذي جذبها پعنف داخل أحضانه وهو يهمس بحړقة
اه يا هدى .. اه يا حبيبة قلب أباك .. والله لو رفعت يدي عليك لقطعتها. سامحيني يا بنيتي . سامحيني أرجوك ..
كانت فعلته و كلماته إذنا لاڼهيار عظيم من جانبها فإذا بها تشدد علي عناق أباها و كأنها تحتمي به من العالم أجمع وهي تصرخ پقهر
سلامتك من الالم يا حبيبتي.. فلېحترق الجميع ولا يتأذى ظفر من أظافرك ..
أخذت تشدد من احتضانه وكأنها ضال وجد المأوى بعد سنين من الضياع و الحيرة ولكم أراحها استنادها عليه بتلك الطريقة .
فكل شئ يصبح هين حين يجد الإنسان من يشاركه همومه ومصائبه و الأب هو عون و سند ابنته . ذلك الكتف الذي تتكئ عليه غير عابئة لا بأشياء ولا بأشخاص . فإن مال مالت بها الدنيا و أشبعتها من صفعاتها . و إن اشتد اشتدت به و صلب عودها فلا يقدر أي شيء علي كسرها مهما بلغت قوته ..
ماذا حدث
لم تكد تكمل طريحة استفهاماتها حتى أوقفتها كلمات رؤوف الآمرة
ليس وقت الكلام يا راوية. خذيها لغرفتها الآن لترتاح ..
أطاعته راوية بصمت بينما رمقته هدى نظرات بها امتنان كبير بادل امتنانها باعتذار أكبر أطل من عينيه لتشق ثغرها ابتسامة صفح لامست زوايا قلبه الذي انفطر وهو يراها تستند بتلك الطريقة على والدتها و كأن وهن العالم أجمع صب في جسدها الذي كان ينحني بتعب موطنه قلبها العليل والذي لا تعلم كيف يمكنها مداواته لذا ما إن دخلت إلى غرفتها حتى ارتمت فوق مخدعها تحاوط جسدها بذراعيها لتخلد إلى نوم عميق دام لأكثر من عشر ساعات و كأنها لم تنم منذ أشهر و هذا ما كان يحدث فعليا فهي لم تكن تستطيع النوم منذ ذلك اليوم المشؤوم ..
فاض به الشعور فهمس بنبرة محترقة
هدى
كان ېحترق بكلمات يشعر بها تكاد ټخنقه ولا يجرؤ على قولها ولم يعلم بأن همسه وصل إلى قلبها الذي انتفض فجأة و سرت قشعريرة قوية في سائر جسدها الذي ارتجف ففتحت عينيها بلهفة تحولت لصدمة كبيرة وهي تراه يقف أسفل شرفتها بتلك الهيئة المبعثرة شعر أشعث و قميص لم يغلق به سوي ثلاثة أزرار بينما كان نصفه خارج بنطاله و النصف الآخر في الداخل فقد