قصه حكي أن بعض الملوك طلع يوما إلى أعلى قصره كامله
انت في الصفحة 2 من صفحتين
ثم قالت أيها الملك تأتي إلى موضع شرب كلبك تشرب منه
قال فاستحيا الملك من كلامها وخرج وتركها فنسي نعله في الدار
هذا ما كان من الملك وأما ما كان من فيروز فانه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه
في رأسه فتذكر أنه نسيه تحت فراشه فرجع إلى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من
داره فوجد نعل الملك في الدار فطاش عقله وعلم أن الملك لم يرسله في هذه السفرة
إليه فأنعم عليه بمائة دينار فمضى فيروز إلى السوق واشترى ما يليق بالنساء وهيأ هدية
حسنة وأتى إلى زوجته فسلم عليها
وقال لها قومي إلى زيارة بيت أبيك
قالت وما ذاك
قال إن الملك أنعم علينا وأريد أن تظهري لأهلك ذلك
قالت حبا وكرامة
عند أهلها شهر فلم يذكرها زوجها ولا ألم بها فأتى إليه أخوها
وقال له يا فيروز إما أن تخبرنا بسبب غضبك وإما أن تحاكمنا إلى الملك
فقال إن شئتم الحكم فافعلوا فما تركت لها علي حقا
فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم وكان القاضي إذ ذاك عند الملك جالسا إلى جانبه
الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرب بئره
فالټفت القاضي إلى فيروز
وقال له ما تقول يا غلام
فقال فيروز أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن ما كان
فقال القاضي هل سلم إليك البستان كما كان
قال القاضي ما قولك
قال والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وإنما جئت يوما من الأيام فوجدت
فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني فحرمت دخول البستان إكراما للأسد
قال وكان الملك متكئا فاستوى جالسا
وقال يا فيروز ارجع إلى بستانك آمنا مطمئنا فوالله ان الأسد دخل البستان ولم يؤثر
من غير بأس ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد احترازا من حيطانه على شجره
قال فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك والله أعلم