لماذا لا أحد يحدثنا عن نعيم القپر وإن أجمل يوم هو يوم لقاء ربنا؟
انت في الصفحة 2 من صفحتين
الابواب مغلقة .. يخرج من بين الناس سيدنا محمد فيأخذ حلقة من حلقات الابواب قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ « (اخرجه مسلم).
فجأة يجتمع الناس عند ربهم عز وجل .. وانتهى الحساب، الكفار قد ذٌهب بهم الى الڼار، (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا .. (الزمر: 71)، وتسوق الملائكة المؤمنين الى جنة عرضها السماوات والارض، قال تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (الزمر:73)).
تخيل انك دخلت الجنة ! الى اين تريد ان تذهب؟ يعرف كل شخص قصره وخيمته كما يعرف منزله في الدنيا قال تعالى: (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} (محمد:6)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: «هم أعرف بمنازلهم من أهل الجنة إذا انصرفوا إلى منازلهم»، وقال مجاهد رحمه الله: «يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلوا عليها أحدا»!
ويرتدي المؤمنون اساور من ذهب وفضة لو يخرج اسوار واحد من الجنة لطمس نور الشمس والنجوم كلها .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: « ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم» (أخرجه الترمذي وهو صحيح).
تخيلوا عظمة الموقف ذاهبون للجنة انتهى كل شيء! ربحوا الجنة.
جماعات تسير للجنة يتقدمهم الانبياء وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الوجوه كالقمر في ليلة البدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً) متفق عليه.
جماعات تساق الى جنة بثمانية ابواب .. كل باب ما بين الطرف وطرفه الاخر مسيرة 40 سنة! وهو مزدحم من الامم التي ستدخل الجنة ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ آخِرُهَا، وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ، وَمَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَإِنَّهُ لَكَظِيظٌ) أي: ممتلئ (اخرجه أحمد بسند حسن)، جعلنا الله منهم .
تخيلوا النور الذي سيخرج من الجنة .. فيبدأ النداء وتدخل الامم وتستقبلهم ملائكة الرحمن وتقول: ( سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد: 24).
وها قد انتهى عمل الدنيا من صلاة وصوم وحج .. كيف ستكون اللحظة الأولى في الجنة؟ بعد أن فرغ الناس من الحساب ..
اللحظة الأولى في الجنة ستكون مبهرة جدا جدا جدا ! حين نرى أرض الجنة وسماء الجنة وحين نرى الأنهار والقصور والثمار والخيام والذهب واللؤلؤ والحرير!.
واعظم موقف رؤية وجه الله سبحانه وتعالى وهو يقول :» قد رضيت عنكم فلا اسخط عليكم ابدا»، (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) (القيامة)، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ اللهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى؟ يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا « متفق عليه.
تذكروا دائما إن ربنا ما خلقنا لأجل أن يعذبنا، ربنا قال لنا ما يريده منّا وما لا يريده.
ونحن نعرف ماذا يرضيه وماذا يغضبه، نحن من يختار ..
ورغم تقصيرنا فإن ربنا رحيم بنا، ولكن هذا لا يعني أن نتطاول على حقوق ربنا ..
اللهم اجعل خير أيامنا يوم نلقاك فيه.