السبت 23 نوفمبر 2024

فتحت عينيا على صوت خبط جامد على باب شقتي

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

للناس اللي هتأجرها
واللي ساكنين فيها دلوقتي هيكون رد فعلهم ايه
عشان يتضح إنهم كانوا راضيين عن تصيين الشقة تمام الرضا
لأن الصنايعيه ماصابهمش أي مكروه لحد ما خلصوا شغلهم او دا اللي كنت أظنه أو ماحسيتش بغير كدة
أما بعد كده فحصل حاجات أغرب
أول ساكن كان شاب أعزب
قضى ليلة والتانية والتالته في الشقة
وكانت الأمور عادية جدا
لكن في الليلة الرابعة
مجرد ما دخل الليل سمعت صرخاته
كان پيصرخ كإنه هيهتك حباله الصوتيه ويقطعها ومن بعدها يتخرس للأبد
كنت بسد وداني شويه وارجع اشيل صوابعي منها والاقيه لسه مواصل بنفس الصړيخ العالي وانا مش عارف هل انا اللي سامعه بس ولا كل الناس سامعاه بنفس الطريقة
لان صوت صريخه من وجهة نظري كان يسمع العمارات اللي حوالينا
وعلى الرغم من كده لا حد خرج في بلكونه ولا حد بص من شباك ولا أي ساكن من عمارتنا طلعله..
لغاية ما سمعت صوت رزعة قوية على الأرض
وبعدها بدأت أسمع تشنجات عڼيفه
فجريت بعد نفاد صبر كسرت باب شقته ودخلت عنده
كان نور الشقة كله طافي
فنورت كشاف تليفوني
عشان اكتشف ان كل اللمبات متهشمة ع الارض
ولقيته خلص تشنجات وواقف ثابت في الضلمه وفي عينيه لمعه وعلى شفايفه ابتسامة
فسألته
_انت كويس
فرد بنفس الصوت الغليظ اللي ياما سمعته واللي ماكانش صوت الشاب طبعا
_فلتنعم بصحبتنا
وفضل واقف على نفس حاله
فسيبته وانا رجعلي خۏفي منهم اللي كنت قربت انساه وانساهم
لكن لما رجعت شقتي لقيت فوق التليفزيون قطعة تانيه من نفس الحجر فمسكتها اتأملتها وقعدت المره دي افكر
هم عايزين مني ايه
وليه بيطلبوا ودي وبيغروني
وايه اللي حصل للشاب دا
وهل حلال اصرف الحاجات دي ولا لا
وافكر في كلام منير باني شاهد او مراقب
ومايقدروش يأذوني
وافتكر طلبه مني
قبل ما ېقتلوه
ومنظرهم وهم بيتحرقوا
وحياتي المتلغبطة
ماعدتش عارف أعمل ايه
لكن بردو خاېف
ف روحت حطيت الحجر جنب أخوه
وتاني يوم بالظبط الشاب دا ساب الشقة وماسمعتش عنه حاجه بعدها لغاية ما بعد كام يوم عرفت إنه اڼتحر تحت المترو
كنت بحاول اقنع نفسي ان انتحاره مالوش دعوة بيهم عشان اقنع نفسي اني مافيش اي مسئولية عليا
لغاية ما بعد شهرين سمعت ان الشقة اتأجرت تاني وان المستأجرين هييجوا خلال أيام
لكن المرة دي كانوا اتنين شباب
فماكنتش عارف أعمل ايه
عايز اقول لصاحب البيت بلاش
وخاېف على الناس اللي هتيجي
وفي نفس الوقت خاېف من تهديدات الاسافل ليا
لكن في الآخر خۏفي منهم هو اللي انتصر
خاصة لما اقنعت نفسي ان صاحب البيت وكل السكان بقوا خلاص عارفين إن الشقة دي مسكونة وماحدش بيتكلم ولا حد بينطق
وبعد ما وصل الشابين اتكرر نفس الأمر
عدى يوم والتاني والتالت
وفي الليلة الرابعة بعد ما خلص الصړيخ والتشنجات سمعت باب شقتهم بيتفتح
فروحت جري بصيت من العين السحرية
فلقيتهم خارجين هم الاتنين
لكن لقيتهم بيبتسمولي كأنهم شايفني من ورا الباب
وسمعت نفس الجملة بتتردد في ودني
_فلتنعم بصحبتنا
فاتدورت ورجعت ناحية شقتي
ولقيت على السفرة نفس الحجر
تاني يوم الشباب مارجعوش
وماعرفتش جرالهم ايه
وماكنتش عايز ادور
ولا عايز أسأل
لكن حلمت بيهم بعد كام ليله
كانوا ميتين
ازاي وليه
ماعرفتش
وكنت بحاول اقنع نفسي انه مجرد حلم مع ان قلبي حاسس انها حقيقة
وبقول لنفسي وانا مالي
انا هعمل ايه
انا بايدي ايه
لكن بدأت من بعدها الاحلام تتكرر
احلم بمنير ييجيني وفي ايديه بنته ومراته
وبيبصولي بنظرة عتاب ولوم وقهر
احلم بالشاب اللي م١ت تحت عجلات المترو
وبجثث الاتنين التانيين
وحياتي بدأت تسود أكتر
بدأت تضيع
بدأت أفكر في الاڼتحار
أو اهرب من الشقة
وساعتها هم اللي ېقتلوني
لكن ماهربتش
بل على العكس
اخدت اجازه من شغلي
ومابقيتش اخرج حتى الا للحاجه الضرورية
ويمكن الحاجة الوحيدة اللي كانت مصبراني ان الشقة فضلت فترة ماتتأجرش يمكن شهرين.
لغاية ما في يوم العصر تقريبا كنت خارج اشتري اكل
وعرفت من عم سيد البواب وانا نازل
ان في ست كبيرة في السن أجرتها
كان بيقول انها عايشه لوحدها من بعد جوزها ما م١ت وعيالها اتجوزوا وسابوها
وإن صاحب البيت أجر لها الشقة بمبلغ ضعيف أوي عشان يحاول يقطع السمعة اللي فاحت عن الشقة
اما هي فعقد شقتها القديم كان خلص وماصدقت لقيت الشقة دي اللي غالبا ماتعرفش أي حاجه عن اللي بيجرى فيها...
يومها فضلت الف في الشوارع وانا مس عايز ارجع
وكإن اللي كان مصبرني انتهى خلاص
وفضلت على حالي لغاية ما الدنيا ليلت وبعدها رجعت شقتي وانا ناوي أبقى في حالي وماليش دعوه ولا ابص ولا أسأل على حد وكفايه اللي انا فيه
لكن لقيت الست دي جايبه كرسي وقاعده في الترقه اللي بين شقتها وشقتي
كانت ست الطيبة والغلب واضحين في ملامحها
فاضطريت ابتسم لها واقول
_ازيك يا ماما
فابتسمت بخجل
ازيك يابني ماعلش انا أصلي اتعودت عالونس في البيت القديم كنت انا وام يوسف جارتي بنسهر في شقة أي واحدة مننا لغاية النوماما النهاردة فدي أول ليلة ليا هنا لوحدي خبطت على شقتك اشوف يمكن فيها حد من دوري يونسني واهو الناس للناس لكن ماحدش فتح فقعدت زي ما انت شايف كده وانا برتب الكلمتين اللي هقولهم للي هييجي يسألني عن قعدتي دي
ساعتها صعب عليا حالها بزيادة ولقيتني ببتسم وبقول
_طب ما انا زي ابنك

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات