قصة الفاجعة بقلم اسلام احمد
انت في الصفحة 2 من صفحتين
وما ان سمعت الام صړاخ ابنها حتى توقف قلبها عن الخفقان للحظات و رمت وعاء الحليب من يدها وركضت تصرخ بصوت مهيب يدمي القلوب والاسماع صوت ام تفقد ولدها صړخة ام مفجوعة بطفلها واملها في حياتها.. صړخة بددت صمت الليل والجبال وبثت الړعب في ارجاء المكان .
وانطفأ مصباحها لكنها لم تبالي ركضت وقد تركت كل شيء خلفها فهي لاتريد سوى ابنها دموعها تنهمر وصوتها الباكي يعم المكان .
واذا بها تصرخ مستغيثة به وتناديه ب اسمه فعلم ان مكروها قد اصاب ولدها .
رمى ما كان في يده واسرع راكضا حاملا عصاه وېصرخ لكل جيرانه ان يهبوا لنجدة مريم المسكينة .
اسرع الرجال والنساء من بعيد راكضين ېصرخون وينادون ب اسمها لكن الاوان كان قد فات حين وصولهم فقد اختفت مريم و ولدها فانقسم الرجال كل في جهة وزوجة سلام وجارتها ايضا ركضن لمساعدة مريم وبعد بحث لم يدم طويلا وجدوا مريم مرمية بين الاشجار فاقدة لوعيها والډماء تسيل منها بسبب چروحها .
شهقوا لهول ما يسمعون وتدفقت الدموع من مآقيهم وركض الرجال يبحثون علهم يعثرون عليه واستمرت المرأتان تبكيان وتواسيانها في مصابها ويخففن عنها ثم اردن المسير بها الى بيتها لكنها لم تكن تريد العودة بدون ابنها ولا تقوى على السير فقد أصبحت كالمچنونة ويرثى
بحث الرجال في كل مكان لكنهم لم يعثروا على شيء ولم يتمكنوا من تتبع الډماء بسبب الضوء الضعيف الذي ينبعث من مصابيحهم بحثوا وبحثوا حتى تعبوا وملوا وعرفوا ان الاوان قد فات ولن يعثروا على شيء فالمكان واسع و وعر
وكان القمر قد غاب وزاد ظلام الليل سوادا رغم ذلك واصل الرجال بحثهم فقد شعروا بالخزي ان عادوا قبل انبلاج الصباح وظهور الضوء فكيف سيقدرون على مواجهة دموع مريم الثكلى المفجوعة .
عندها احضروا جنازة وحملوها عليها حتى اوصلوها الى بيتها واتفقوا على ان تتناوب نساء القرية بالاهتمام بها .
مرت يومان وهي لم تذق طعاما رغم محاولة النساء لإطعامها ولم يدخل بطنها سوى القليل من الماء وفي ثالث الايام وبينما كانت زوجة سلام بجانبها حزينة لحزنها باكية لبكائها وقد أمسكت بيدها تريد ان تهدأ من حزنها تريدها ان تنسى ما حصل وتعود لحياتها من جديد لكن هيهات ان ينسيها شيء ابنها وهيهات ان تخفف من لوعتها وحزنها أي كلمات واحست زوجة سلام بيد مريم تبرد ومريم ساكنة لا تتنفس فحركتها فاذا هي قد فارقت الحياة وقد تراخى جسدها فأسرعت لتبلغ الجميع بمۏتها فجاءوا ودموعهم تنهمر فغسلتها النساء وكفنوها وقبروها وذهبوا والحزن يعصر قلوبهم ويقطع ارواحهم .. وهم يقولون قدر الله وما شاء فعل .