رواية قمر السلطان بقلم Lehcen Tetouani
الصعود إليك
ترددت قمر قليلا ثم نزلت إليها
كان ذلك أول مرة تلامس فيها قدماها الأرض فجلست وزينتها وهي تتعجب لجمالها الفتان وعينيها الساحرتين
لما إنتهت المرأة من عملها أرادت قمر الرجوع لكنها لم تتمكن من تسلق الشجرة الشاهقة حاولت كم مرة لكنها لم تنجح جلست تحتها تبكي إلى أن رجعت الحدأة
ولما رأتها ڠضبت غض با شديدا وصړخت في وجهها لماذا لم تسمعي كلامي لما كنت صغيرة لم يكن من الصعب حملك
أما الآن فلقد كبرت وأصبح ذلك متعذرا
الآن ستهيمين على وجهك في أرض الله ولن أكون قربك لمساعدك هيا إرحلي من هنا قبل أن يتفطن القرويون لوجودي ويعرفون أنني من كنت أسرق حاجياتهم وأرمي بها في عشي
.. كانت قمر تتمنى أن تسامحها أمها الحدأة على ما فعلته ولم تسمع لوصيتها وبدات تترجاها لكي تسمح لها لكن الحدأة أصرت على موقفها وقالت لها أنا لا ألومك أعرف أنه سيأتي اليوم الذي تريدين فيه العيش كالبنات في مثل سنك لقد كنت تنظرين إليهن كل الوقت لم يترك الناس مكانا إلا وجائوا إليه
أيقنت البنت أن عليها أن ترحل فسارت لا تدري أين تسوقها قدماها تناثرت دموعها ورحلت
بعد أيام عانت وأحست فيها من الجوع والبرد رأت ڼارا من بعيد وإذا بأعراب يذبحون جملا صغيرا ويسلخونه ثم يطبخوه وعندما شبعوا تركوا ما تبقى للكلاب ورحلوا
ثم جففت جلد الجمل في الشمس وألصقت فيه الرأس
وكلما رأت أحدا وضعته على ظهرها وكانت تلك الأرض مليئة بالكمأ او كما يسمى بالترفاس فكانت تحفر الأرض وتستخرجها و تأكلها
وفي أحد الأيام مر بها رجال يسوقون قطيعا من الجمال
ولما توقفوا للرعي وضعت الجلد ودخلت وسط الجمال
وقالت في نفسها عندما نقترب من أحد القرى أو المدن فسأهرب دون أن يلاحظني القوم وملأت صرة من الكمأ وحملتها معها والجميع كانوا يرونها ويعتقدون أنها جمل
فلقد كانت تقلدهم في كل شيئ حتى في أصواتهم وحركاتهم
وذات ليلة كان الحارس يشوي لحما وأعد خبزا وكانت البنت تراقب وإشتهت أن تأكل منه وعندما وجد فأحدثت ضجة ولما قام لينظر ما الأمر أخذت طعامه وإختفت عن الأنظار
رجع الحارس وعندما نظر إلى الطبق وجده فارغا فأخذ يسب ويلعن وقال لعله أحد الكلاب إنفك عنه قيده أو قط تسلل إلى البستان لكن جميع الكلاب كانت مربوطة ولا وجود لقطط ولا حتى فأر صغير
ورغم بحثه في كل مكان فلم يجد شيئا سوى العظام في البداية إعتقد أن الجن هي التي تفعل ذلك حتى وجد يوما آثار أقدام صغيرة فقال في نفسه هناك لص في البستان وسأعرف من هو وأجعله
يدفع ثمن ما سرقه
بدأ يراقب كل شين بعين متفحصة فلاحظ أن أحد الجمال يقف مع القطيع لكنه لا يأكل رغم وفرة الطعام قال في نفسه لعله شبعان في الأيام الموالية اكتشف أن بقية الجمال لا تقترب منه كأنه ليس منهم زاد تعجبه وأخذ يراقبه من بعيد
لكن قمر كانت ذكية وكل ما تراه تتظاهر أنها تسرح مع الجمال وتأكل مثلها الأعشاب رجع الحارس لعادته في شواء اللحم وقال في نفسه هل من المصادفة أنني لما راقبت ذلك الجمل
لم يسرق أحد طعامي أنا متأكد أن وراءه سر وسأكشفه
في أحد الأيام أتى السلطان لزيارة بستانه وسأل الحارس عن أحوال الجمل فقال له إنها بأحسن حال لكن أحدها يبدو غريبا في تصرفاته وكلما أقترب منه يسرع بالاختفاء وأعتقد أنه يسرق طعامي
ضحك الملك وقال لعله أيضا يسرق خمرك إبتسم الحارس
و أجاب عندما تراه يا مولاي ستعلم أني أقول الصدق
إقتربا من الجمل الصغير