السبت 23 نوفمبر 2024

رواية قمر السلطان بقلم Lehcen Tetouani

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

يعرف شدة مراسهم لهذا سيقتلهم أخوك غدرا ويستريح منهم ونحن ممتنون لهذه الجارية وسأعلم رفاقي ليأتوا ويشكروها على شجاعتها
بعد قليل اصطف مائة من المماليك وأحنوا لها رؤوسهم وقالوا سنحارب من أجل مولاي وجاريته حتى آخر قطرة من دمائنا أضاءوا المشاعل ولبسوا دروع الحديد وخرجوا إلى الحديقة
وطاردوا رجال المنصور بين الأشجار وكان الليل مضطربا تمزقه الصرخات وما إن أتى
الصباح حتى قت لوهم عن آخرهم كان إنتصارا عظيما لجمال الدين وقمر وهتفوا بإسميهما وقد أعجبهم الحب الذي بينهما
صعدت قمر في الشرفة وأنشدت ببعض ابيات شعرية
طرب الحرس لهذا الشعر وتعجبوا من فصاحة تلك الجارية وقرعوا طبول الفرح ثم أخذ كل واحد مكانه كأن شيئا لم يحصل
بعد ساعات حل موكب المنصور ودخل القصر فوجد الأمراء والقادة في انتظاره فأحس بالبهجة وقال هلموا إلى الحديقة فلقد أحضرت الجواري الخمر وصنوف الأطعمة والحرس أيضا مدعوون للوليمة
فتحت الأبواب ونزل القوم إلى الحديقة فوجد المنصور رجاله متناثرين في كل ركن فإنزعج وهم بالانصراف لكنه لما استدار وجد جمال الدين ورائه فخاف وتراجع حتى كاد يسقط أرضا
وقال لقد رأيت البارحة رأسك في سلة فهل أنت حقيقة أم وهم 
أجابه بل حقيقة والآن ستدفع ثمن جرائمك فأبي لم يحسن تأديبك ثم جره الحرس إلى الشرفة ورموا به فسقط وتحطمت عظامه
ووضع السلطان يده على كل ما في موكبه من أموال وجواري وعبيد والټفت إلى قمر وقال لها 
كل هذا سيكون مهرك وسأزيدك عليه
بعد فشل خطة منصور أخ السلطان جمال الدين سمعت كل المملكة بما حصل وعظم السلطان الشاب في أعينهم وانتشرت قصته مع قمر في كل مكان وامتدت إلى الممالك المجاورة وأرسل السلاطين الوفود بالهدايا لقمر بعد ما بلغهم عن شجاعتها وحسنها وانها هي السبب في نجاة السلطان
بعد أيام خرج المنادي ينادي في الأسواق يا ناس يا أهل المدينة الأسبوع المقبل زواج الأميرة قمر والسلطان جمال الدين ليعلم الحاضر الغائب ففرح الناس وبدأوا في تزيين الشوارع وتنظيف المدن والقرى
وكل الناس شعرت بالسعادة ما عدى إمرأة واحدة إسمها سمية وهي الزوجة الأولى للسلطان لما رأت جمال قمر وحب الرعية لها أحست بالحقد عليها فلقد كانت تحب جمال الدين ولا تقبل أن تشاركها فيه إمرأة أخرى وبدأت تدبر للإنتقام منها
تنكرت سمية وذهبت إلى ساحرة عجوز تعرفها منذ طفولتها وحكت لها قصتها فضحكت وقالت لها إذا وضعت ثمنا مناسبا فسأخلصك من ضرتك الحسناء وإمكانك التشفي فيها كل يوم
سألتها هيا أخبريني عن ماذا تنوين عمله هذا ما أريده بالضبط وماذا ينفعني مۏتها فأنا لست مچرمة يكفيني أن تتعذب كما فعلت بي وأطارت النوم من جفوني ثم رمت لها صرة فيها ألف دينار فظهر السرور والجشع على وجه العجوز
وقالت سأحظر لك غدا سحرا دسيه في طعامها وإذا أكلته فستصبح حمامة هل يرضيك هذا Lehcen Tetouani
أجابت سمية هذا جيد ستراني مع السلطان وټموت كمدا أنت حقا رائعة سآتيك كلما إحتجت شيئا
في الغد أرسلت المرأة جارية لإحضار السحر وأوصتها بوضعه في عصير العنب لكي لا تحس بمذاقه
إنتظرت الجارية حتى نزلت قمر إلى الحديقة وقدمته لها مع الحلوى سألتها في العادة جاريتي ياسمينة هي التي تقدم طعامي
ردت عليها إنها مريضة وأوصتني أن أعوضها اليوم
لم تنتبه الفتاة أن الجارية تراقبها من بعيد ولما شربت جرعة من القدح أحست بدوار شديد وسقطت
على الأرض فإقتربت منها وألقتها تحت شجرة وبعد دقائق لاحت على الجارية إبتسامة صغيرة فلقد تحولت قمر إلى حمامة بيضاء وقالت في نفسها يا له من سحر غريب لا يحتاج مفعوله سوى لزمن قليل
عندما إستيقظت الفتاة وجدت جناحين مكان يديها والريش يكسو جسمها إعتقدت أنها تحلم لكن لما نظرت لنفسها على ماء البحيرة الصافي إكتشفت أنها أصبحت حمامة
صړخت وبكت لكن لم يهتم بها أحد فالحديقة مليئة بالحمام وأصناف الطيور أرادت أن ترى زوجها السلطان فطارت ووقفت على نافذته كان يجلس حزينا عرفت أنه يبحث عنها فبكت دموعا حارة وتساءلت كيف ستناديه فلقد أصبح لها صوت الحمام
قالت في نفسها سأنتقم أولا من سمية ثم أفكر في حل دخلت من نافذة المطبخ وأكلت حتى شبعت ثم إختفت في باب

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات