رواية تزوجت م.دمنا
انت في الصفحة 1 من 33 صفحات
هوة غارمة..
دنى برأسه وهو يستنشق جرعة من "الهير-ويين" المرقومة على سطح المنضدة..
أستنشق الحبيبات جميعها بلهفة ورغbه،، ليجلس على الأرض متنهدا براحة وهدوء..
خرت قواه وارتخت عضلاته الصلبة على سطح الأرض المغلف بالسيراميك الفخم.. وغفى على الأرض نائما بسلام..
" كريم الراجي،، ضابط في مكافحة المخد-رات.!
و لم لا.؟ في المجتمع الآن أصبح الضباط يلقوا القبض على شحنات تهر-يب "المخد-رات"،، وينتفعوا بها الضباط.!!
والده " أحمد الراجي " صاحب شركات استيراد وتصدير عالمية..
والدته متوفية بعد صراع طويل عنيف مع المرض الخبيث.. وكان الظفر من نصيب المرض.!
في إحدى القاعات الضخمة، احتشد الناس بتنظيم.. ويبدو الثراء والفخامة عليهم جميعا..
وقفت فتاة تميزت وسط الحاضرين ببدنها البض الممتلئ بالجاذبية، والنحيف الممشوق من الخصر.!
وقفت بثقة تنظر للأعلى بإبتسامة ودودة بريئة،، وتلألأت الفرحة بأعينها واتسعت الابتسامة أكثر؛ عقب سماع اسمها يدوى بين الحاضرين..
" حياة صديق قاسم "
ارتقت السلمتين بثقة ورشاقة بكعبها المرتفع عن الأرض..
ووصلت للطاولة الطويلة الكنزة المزينة بقماش الحرير الخاص بالمناسبات..
استلمت جائزتها التقديرية، وأخيرا حصلت رسميا على رسالة الدكتوراه في علوم النفس والاجتماع..!! وذلك في وقت إعجازي.. أصبحت دكتورة علم نفس وهى تبلغ فقط ستة وعشرون عاما.!
" صديق قاسم،، يكون شريك جديد ل"أحمد الراجي" والد كريم، في شركاته..
والدتها متوفية أيضا..! "
.. حياة صاحبة العيون الداكنة السوداء، ليست فقط متخصصة بعلم النفس فقط،، هى تحتوى على كم هائل من المعلومات في شتى المجالات،، وخاصة في الطب.!
تحدث أحمد بصوته الطاغى..
" كريم يابني،، انا داخل على صفقة كبيرة، حاطت فيها نص فلوسي تقريبا..1
الصفقة مع شريكي في الشركة "صديق"..
لو خسرت هخسر مكانتي ومهنتي للأب، ومش بعيد بعد كام شهر أعلن إفلاسي ونترمي في الشارع.! "
اجاب كريم ببرود
" وانا مالي.؟ انا ظابط مليش دعوة بجو الصفقات بتاعكو ده.! "
" ومين قالك اني عايزك في شغل.؟ انا عايزك في حاجة تانية هتفيدنا احنا الاتنين.! "
لم يعقب كريم،، فأكمل أحمد موضحا..
" من كام يوم كنت في حفلة تكريم بنته، البنت زي القمر ومركزها عالى.. اتجوزها عقبال ما اضمن الصفقة،، واهو تعيشلك يومين حلوين بدل الكآبة بتاعتك دي.! "
زفر كريم بضيق مبين.. واسترد ناكرا:-
-أنت عارف كويس ان النس-وان مابتجيش معايا سكة.! فشوفلك حد تاني يضمنك مش انا الي تستخدمه كوبري.!
تنهد أحمد، وابتسم ببرود:-
-كنت متوقع ردك ده.! بس انا كلمت الراجل خلاص، وهتيجي معايا ورجلك فوق رقبتك تطلب إيدها.!1
أغمض جفونه بتعب، وهو يتحسس رأسه بحركة دائرية محاولا تخفيف آلام رأسه.. لا يوجد خلق له بالدخول لحوار ممل سخيف نهايته الإجبار..
" طيب، طيب حاضر هنروح ورجلي فوق رقبتي وهطلب إيدها.! حاجة تانية.؟"
تفحصه أحمد من شعر رأسه الكثيف الضوضي،، لأخر بدنه الطويل العريض المايل للنحافة.. ماررا بذقنه البنية المشاغبة كشعره تماما..!
" دقنك دي تتحلق، الي يشوفك بقى يقول عليك داعشي.! وشعرك خففه شوية مش عايش مع عفريت انا.! "3
بدأ شعوره بالهلاك يزداد رويدا،، مسح وجهه بباطن كفه برعشة..
" حاضر، حاضر يا بابا.! "
تركه كريم وتوجه لغرفته وهو يوصدها جيدا،، أخرج ورقة مطوية من الكومود جانب فراشه..
افرغ محتوياتها على المنضدة، وهو يستنشق ويلتهم جرعة المخد-رات كاملة..!+
لتخمد قواه ثانية، مستسلما لس-حر " الهير-ويين..!!"
الفصل الثاني
Follow
( صدق " إيليا ابو ماضي" عندما قال..
" كن جميلا ترى الوجود جميلا.! "3
و الآن بفضل الشكر والتضرع الي الله بالدعاء، ورؤية الحياة بأيجابياتها لا السلبيات..
-اتطورت لمرحلة نجاح جديدة، مرحلة تركت أثرا تحفيزيا لمواصلة سلسلة نجاحي.!
و تطور لقبي معها ل" دكتورة "، صحيح انني " دكتورة علم نفس.." ولكن أفضل من الفشل الزريع على الأرجح.! )1
هذا ما دونته " حياة " في مذكراتها الشاهدة على جميع مراحل نجاحها وملاحظاتها..
قطع تأملاتها والدها.. " صديق قاسم ".. وهو يسألها بصوته الحنون الدافئ كالعادة..
-: لسا صاحية يا حياه.!
ابتسمت بثغرها المحدد الكرزي..
:- لسا يا بابا.! عايز حاجة اعملهالك.؟
:- تسلميلي يا حبيبتي.! بما إنك صاحية ورايقة انا عايز اكلمك في موضوع..
تنهدت حياه وقد أيقنت الموضوع الذي يريد والدها التحدث به،، اشاحت بوجهها للجهة الاخرى وهى تبتسم مرددة..
-: يبقى اكيد عريس زي كل مرة.!
-: آه يا ستي عريس، بس مش زي كل مرة.. المرة دي يبقى ابن شريكي في الشغل وداخلين صفقة مهمة جدا مع بعض.. الراجل ظابط في مكافحة المخد-رات وليه سمعته في الداخلية.! ومافيهوش حاجة تتعايب يا بنتي.!4
زفرت حياه بهدوء وهى تسترسل مبررة
-: يا بابا كام مرة هقولكك اني عايزة اسخر نفسي للدراسة وبس، مش فاضية لجواز وتفاهة وعيال.! ثم انا لسا ملقتش الشخص المناسب الي يكملني..!2
صاح فيها والدها بإنفعال
-: يعني ايه تسخري حياتك للعلم.! انا سيبتك براحتك ستة وعشرين سنة بوفرلك كل السبل لتعليمك.. وإنت خلاص خدتي الماجيستير والدكتوراه عايزة ايه تاني.!
قاطعته حياه موضحة
-: يا بابا لسا بدري.! لسا الطريق قدامي طويل افتح بيبان نجاح اكتر من كدة.! ولسا بدري على موضوع الجواز ده.!
أكمل والدها صياحه بإنفعال اكبر
-: ستة وعشرين سنة ولسا بدري.؟ اومال ناوية تتستتي في بيتك امتى لما تكملي الأربعين والناس ميسيبوكيش في حالك.؟!
¤ توقف صديق عن الحديث ثوان، متنهدا محاولا كبت انفعاله وغضبه.. تحول ملامحه لبسمة حنونة..
-: نفسي أشوفك عروسة وتبقى ناجحة في بيتك زي ما انت ناجحة في دراستك، واشيل احفادي واربيهم.. انا حققت-لك كل مطالبك مش قادرة تحققيلي امنية واحدة..؟؟!1
¤ لاحظ صمoت حياه التام،، وتغير ملامحها للشفقة.. أكمل بإلحاح أكثر بعد ان لاحظ تأثير كلماته عليها..
-: ويا حبيبتي شوفيه الأول بعدين احكمي، مش يمكن يطلع الشخص المناسب الي بتدوري عليه..!!!
زفرت حياه مستسلمة، ورفعت سبابتها مؤكدة..
-: ماشي هشوفه، بس لو معجبنيش هرفض وقدامه انت عارفني.!!