الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية تزوجت م.دمنا

انت في الصفحة 12 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

وقف ثوان ينظر لها بدهشة..

رجعت حياه خطوة للخلف وهى تتنحنح بحرج

" احم، صباح الخير.! اولا طبعا..

عامل ايه ثانيا اكيد.. ثالثا يلا البس عشان تنزل معايا.! "

تنهد كريم بملل وهو يمسح بسبابته أسفل انفه

" اخرجي ولو حصلك اديني رنة وهلحقك متخافيش.! "

كاد ان يغلق الباب فتقدمت حياه بإصرار أكبر

" لا ماهو المرة الي فاتت ربنا ستر ولحقتني المرة الجية ممكن متلحقنيش.. يلا بقى إنت في باريس يعني المفروض متقعدش في البيت اصلا ! "

تثاءب وهو يردف

" لا مانا جاي عشان اقعد في البيت انا ممل، وبعدين إنت هتقوليلي اعمل ايه ومعملش ايه.؟ مش عشان تساهلت معاكي تسوقي فيها.. انا هنا الي بحكم وكلمتي تتسمع.. انت كمان اقعدي مفيش نزول مش عايز وجع دماغ ! "

نظرات ثاقبة تأملته بها حياه، قبل ان تمط ذراعيها بتنهيدة حزينة..

" على راحتك.! "

بعد فترات متساوية ظل كريم يسمع نفس الطرقات على بابه، وعندما يفتح لا يجد أحد.!

زفر بضيق عندما زاد الأمر عن حده، وذهب يجول في أنحاء المنزل عنها، بالتأكيد هى تلك اللقيطة الحمقاء من تثير غضبه !!

بدون ان يطرق، بدون إذن..

هجم على غرفتها والشرر يتطاير من عينيه..

ما إن دلف حتى صرخت حياه الجالسة على الفراش تقرأ كتاب،، صرخت وهى تقفز من على الفراش برعب..

فزع كريم أيضا بسبب صياحها واندفعها ذاك..

وقفت حياه وهى تحدق به واضعة كفها على قلبها..

" في إيه.؟ شفتي عفريت.؟! "

هكذا صاح كريم رافعا إحدى حاجبيه..

حياه صائحة ملوحة بيدها -: مش تخبطت يا بني آدم إنت في حد يخش كدة.؟!

كريم بإستهزاء -: وهو ده الي خلاكي تتفجعي كدة.؟

وقفت حياه ثوان تحدق به.. أمسكت بعدها الكتاب الذي كانت تقرأ فيه ومدت يدها به لكريم قائلة..

" كنت خايفة أشوف عفريت فعلا.! "

تناول كريم الكتاب منها، ليقرأ العنوان هاتفا بسخرية تامة

" عالم الجن والشياطين!!

كنت فاكرك مثقفة وعقلك كبير.! واخدة دكتوراه في علم النفس وإنت ضاربة كدة.؟! "

إتسعت مقلتي حياه بخوف وهو تضع سبابتها امام وجهها محذرة

" اشششش،، متقولش كدة.. اوعى تقول كدة تاني انت متعرفش لو حطوك في دماغهم ممكن يعملو فيك إيه.! "

تصنع كريم معالم التعجب والدهشة،، وهو يسحب مقعد خشبي ليجلس عليه..

" اوووه.! يحطوني في دماغهم.؟ هيعملو ايه يا ترا على كدة.؟! "

الفصل الثامن

تنهيدة طويلة تنبعث من أعماق حياه، لتبدأ في سرد نوع جديد من الحكايات.!

" هحكيلك حكاية حقيقة، حصلت فعلا مع واحد معرفة ! "

~~ الحكاية ~~

" إبراهيم ".. شاب زي اي شاب، كان عنده وقت الحادثة خمسة وعشرين سنة.. تقدر تقول إن إبراهيم شخص بيحب الاستكشاف.. من صغره وناس كتير بتشتكي منه مع إنه عمره ما أذى حد، كان بيبقى هدفه الوحيد يفهم.. يفهم كل حاجة في الحياه..

بدء مراحله في الدراسة والمواد العلمية الي مش فاهم قوانينها وأسسها اتبنت على أساس إيه، كان عايز يفهم الي بيذاكرو والي مفروض عليه عشان كدة المدرسين كانو دائما يشتكوا منه، واتطورت خصلة الاستكشاف في حياته العامة تحت ملقب " المقاوحة ".. تلاقي كل الناس تقول ده واحد قليل الأدب ولسانه طويل، بيرد الكلمة بعشرة، بيقاوح كتير ومبيسمعش الكلام.!

" علم لا ينفع، وجهل لا يضر.! "

لو كان إبراهيم فهم المثال ده كويس وعمل بيه مكنش حصل الي حصل..

المهم،، كانت واحدة قريبة إبراهيم عدت الأربعين من غير جواز وطبعا هاتك يا كلام جيران، فأمها أخدتها لدجال كان معروف بقى وشعوذة وجو ده.. والغريبة اكتر ان بعد ما البنت عملت الي الدجال قال عليه جالها عريس فعلا واتجوزت.!

وقتها ركب إبراهيم مية عفريت ولازم يعرف الي حصل ده حصل ازاي..

بدء يشتري كتب عن الجن والشعوذة ويقرأ، والموضوع اتطور لتحضير الجن..

و مخدش وقت..

جمع صحابه بعد إلحاح منه وراحوا شقة قديمة لواحد منهم..

إتطفت الأنوار، وقعدو الأربع صحاب على شكل نجمة.. وسط الشموع، والورق في النص مكتوب عليه التعاويذ.. ماسكين ايدين بعض وبيقرو التعويذات..

[ كل هذا قصة تقصها حياه على كريم المنصت بإهتمام على غير عادته، ويحاول جاهدا ان يتقنع بقناع اللامبالاه.. ]

كريم -: طلعلوا عفريت.؟

حياه -: لأ

كريم-: البيت اتحرق وولع فيهم.؟

حياه-: لأ، الي حصل عمره ما يجي على بالك.!.. عشان مفيش حاجة حصلت اصلا.!

كريم بملل-: لا والله.؟!

حياه-: أيوة،، وقتها مفيش حاجة حصلت فعلا.! بس بعدها كل حاجة حصلت.. !!

~~ تكملة الحكاية ~~

ولع إبراهيم الشموع، قرأ التعويذات وكل حاجة كانت ماشية تمام..

بس محصلش حاجة.! مجرد شوية هوا هبو في الأوضة طفوا الشموع..

وقتها كلهم انتفضوا على اثر الهوا،، كان اتنين مش مقتنعين بالحوار، وواحد مقتنع جدا، وواحد مش فارق معاه جاي غتاتة كدة، بس إبراهيم مكنش كدة ولا كدة، إبراهيم كان عايز يعمل التجربة الي على أساسها يحدد يتقنع ولا ميقتنعش.!!

كلهم فضلو ساكتين، ثابتين.. ممكن يكون الخوف مالكهم، وممكن يكونو مستنيين نتيجة للي عملوه.!

دقيقة، دقيقتين، تلاتة.. عشرة ومحدش اتحرك شبر واحد.!

مع دقات الدقيقة العاشرة نطق أخيرا واحد منهم..

صمتت حياه ثوان،، فاستطرد كريم متسائلا -: قال ايه.؟

حياه-: قال ايه.؟! تعالى نتصور قال ايه كدة.!

<<<<<<<<<<<< >>>>>>>>>>>>

تحدث إحدى الشباب الأربعة بعد فترة صمoت تام..

" وبعدين هنفضل مهنجين كدة كتير.؟! "

رد الفعل: صفر،، صمoت أيضا..

أكمل " ماهو يا نتلبس يا نقوم ونفضها سيرة، لكن نفضل حاطين ايدينا على خدنا زي الولية المطلقة مش تمام.! "


11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 33 صفحات