رواية( بنت الوداي) للكاتبة سلمي سمير
استدار اليه عادل وابتسم اليه لمودة. ربت علي كتفه:
ماشي يا عريس، بس اسمحلي اعدي علي شقتي اغير هدومي اللي لبسها من امبارح ، بعد سهرتي في مكتب الاستاذ سعيد علشان افتح خزنته،
وبعدها هروح معاك مكان ما تحب لكن خليك فاكر هتتجوز وهتورث وانا هكون شاهد وبعدها ياصاحبي انت حر نفسك لكن واجب عليا اقف جمبك لحد ما تاخد حقك واطمن عليك يا زميل
هو مينفعش تخدمني وتخلصني من الجوازه دي، لو صاحبي بجد اسمع ليا وسيبك من الميراث ولعنته
همت والدته ان تعترض فاسار اليه عادل ان تصمت حتي لا تصغط عليها ويصيبه الملل ويترك كل ذلك خلفه ويسافر بعيدًا عنه فقال له بثقه:
بكرة لما تخلص دراستك وتبدا مشروعك وتكون اسرة هتعرفي اني خدمتك يا صاحبي،
ابتسم فريد علي مضض من تفاءل عادل الغير المبرر لكنه وافقه وخرج معه لكي يغير من موده السيئ
بعد مغادرة فريد بصحبة عادل خرجت امتثال تبحث عن فرحه التي كانت في المطبخ تطهو وجبة العشاء للعروسين كم طلبت منها الهانم
تركت فرحه ما كانت تفعل ولحقت الهانم الي غرفتها التي ما ان دلفت اغلقت الباب بأحكام وقالت له:
اقعدي يا فرحه في حاجه عايزه اتكلم فيها معاكي
جلست فرحه بريبة وقلبها يتوجس خيفا من جدية امتثال معها فقالت بتوتر نابع من شعورها بوجود خطب خلل:
اخذت امتثال نفس عميق ونظرت الي محباها الجميل والذي توسمت فيه خيرًا فقالت:
العروسة مش هتجي يا فرحه، بس مش ده موضوعنا
انا عايزه اسالك عن حاجه تانية وتجاوبيني بصراحه
عدلت فرحه من جلستها لعدم شعورها بالراحه وردت عليها بثقه :
نهضت امتثال ووقفت وراها ووضعت يدها علي كتفها وقالت محدثا نفسها بامل:
باذن الله ھتكون انت يا فرحه بس الاول اقنعك
عادت وجلست امامها وقالت بهدوء مشوب بالحذر:
قوليلي يا فرحه انت تعرفي سبب
هز راسها بالنفي وقالت:
معرفش ليه ابويا مش بيشتغل زي زمان، واستغربت كمان انه طبل اشتغل عندك لانه عارفه عزة نفسه واستحاله اطبل حد يجي علي كرامتي او يقل مني بس قلت يمكن قلة القرش، خليته يوافق علشان فرحي، لكن ابويا مش غفير هو بيجيب ليكي الانفار اللي بيشتغلو في ارضك صح
وافقت امتثال علي ما قالت واكملت لها الصورة حين اووضحت ليها السبب الرئيسي لقبول ابيها الخدمة هي وامها فقالت:
اعرف انك متعلمه ومؤمنه يا فرحه، علشان كده انا هقولك السبب اللي خلي ابوكي يقبل يخلي والدتك تخدم عندى وبنفس الوقت مبيشتغلش في الارض،
نهضت وفتحت احد الادراج واخرجت منه عدة اوراق واشاعات واعطتها له مكملا حديثها:
دي اشاعات وتحليل لوالدك، من عشر سنين تقريبا
تناولت منها فرحه الاوراق ونظر اليها بقلق، الي ان اتت علي ورقة تقرير الحاله وصاحت بهرع وانهمرت دموعها ببکاء ونحيي لا ينقطع:
مستحيل ابويا بيفوت اه بابا يا حبيبي يابا وانا اللي كنت بقول ليه ڈم ..ا حزين ومهموم،
اتري نفسه مكسوره قليل الحيله، علشان كده طبل يجوزني بدري
ربتت امتثال علي ظهرها مواسيا اياها في قدمتها وقالت ما بهون عليها وطئ الخبر:
اهدى يا فرحه والدك ممكن يبقي بخير، هو محتاج عملية مكلفه في القلب، انا عرضت عليه اتكفل بكل المصاريف لكنه رفض وخاف يفوت ويسيبكم وبالذات ان اخواتك كانو لسه صغيرين
لكن بايدك انت دلوقتي تكتبي لابوكي عمر جديد،
لو وافقتي علي عرضي
هكتب ليه فدان ارض باسمه، وهعينه خولي العزبة ومش كده وبس، كمان هسفره بره يعمل العملية، لانه وقتها هيكون مطمن عليكم انه سايب ليكم اللي يحفظكم من بعدها
اما انت اي حاجه تطلبيها هنفذها بس توافقيني،
ها يا فرحه عندك استعداد تضحي بنفسك، تنقذي والدك من الفوت
نهضت فرحه ونظرت اليه بعيون دامعه وقلب حزين يدمي المًا, وفجاة ركعت عند اقدامها وقالت برجاء:
ابوس ايدك يا هانم لو بايدك تنقذي ابويا انا تخت امرك انفذ اللي تطلبيه، لكن يعيش لاخواتي وامي
مش مهم انا عايزه ايه المهم ابويا يقوم بالسلامه
تنفست امتثال الصعداء وجذبت يدها كي تنهض فاستقامت فرحه بحزن وانكسار، فصمتها الي صدرها بحنان وقالت بهدوء حذر:
مدام عندك نيه تضحي، انا كمان عندى استعداد