الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية( بنت الوداي) للكاتبة سلمي سمير

انت في الصفحة 33 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز


ها ياعادل هتقدر تخدمني في كده ولا صعب عليك
اخذ عادل نفس عميق وسالها بريبة:
طيب يا طنط فريد لما رجع الفيلا سالتيه عمل معاها ايه مش يمكن طلقها شفهيًا وهي اتجوزت وحسبت ان الطلاق تم رسمي،
ردت عليه بثقه وتاكيد علي عدم تطليقها وقالت:
لا فريد اصلًا مشفهاش من بعد ما خرج معاكم، هي سابت الفيلا ومرجعتش ليها تاني ، انا هفهمك بس امانة عليك لو كلمك فريد متعرفهوش

بعد فريد ما خرج معاكم قعدت انا وفرحه ننتظر رجوعه علشان يطلقها، لكن جالي اتصال من عمه عصبني وتعبت وروحت المستشفي، وهي جت معايا،
ومن سوء حظها دخلت الانعاش ومعرفش راحت فين
ولما فقت سافرت انا لطنط فاطيما ونسيت امرها خالص، لما اتصلت بالفيلا بلغوني ان والدها جه وسال عنها ومحدش عارف ليه طريق
عادل فريد مش لازم يعرف ان مراته مفقودة، انت عارف انه مكنش عايز الجوازة دي وانا عصبته عليها، ومش هيسكت لو عرف وهبحملني الذنب، وممكن يقطع دراسته ويرجع مهما كان دي شرفه،
سمعت زفير انفاسه العالي ورد عليه بضيق:
خسارة البنت شكلها طيوب اوي، ماشي يا طنط انا فهمت كل حاجه، وهدور عليا وباذن الله هلقيها واعرف كانت فين وهتصدف معاها بطريقة تحفظ كرامة صديقي وشرف العيلة
تنهدت امتثال براحه وقلق وحذرته قائلة:
اوعي تاذيها مهما حصل، اول ما توصل ليها اتصل بيا انا هسيب الفون مفتوح بانتظار اتصالك
وافق عادل علي طلبها بعدم التعرض لها الا بعد الرجوع اليه اولًا وغلق معه الاتصال وقد تملك منه الضيق والحزن علي خسارتها، فقد توسم فيها النجاح والشهرة، اذا كانت سمعت له ولكنها ضاعت في زحام المدينة والله وحده العالم بحالها
من داخل عيادات ميديكال اكسبرس بلندن
جلس فريد بتهالك علي احد المقاعد وقال:
افهم من كلامك مفيش امل بانقاذها، دي لسه صغيرة عاشت ايه او شافت ايه من الدنيا علشان تفارقها بسرعه كده، استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم
سامحني يارب لا اعترض علي قضاءك
رد عليه الطبيب بمهنية لكثرة ما مر عليه وشرح لها حالاتها التي تكون نسبة الشفاء تكاد تكون معدومه :
للاسف انتشار المرض سريع جدا، ربنا بيحبها الحمل لسه في الاول والطفل كأن ربنا ارسله ليه انقاذ باخد المها كله، وطبعا مستحيل نستخدم معاها كيماوى كده بنقتل الجنين وبنفس الوقت مش هننقذها، ونزبد من حدة المها،يمكن ربنا خلاك تتجوزها 

وتحمل منك علشان يخفف عنها lلم لا يحتمل،
عاد ونزر الي التقارير امامه واكمل موضحًا ما ستمر به في الفترة المطبلة من اعراض:
بس هتصاب باغماءات كتير ووزنها هينزل مع عدم انتظام عملية الهصم، وترجبع متوقع، الاهم دلوقتي انت، باحتواءك ليه هتقدر تتغلب علي بعض من المتغيرات اللي هتحدث لچسـدها   وهرموناتها،
ده علي اساس انك مش هتعرفها،. لكن لو عرفت ممكن تخصع لبرنامج علاج يساعدها تتجنب بعض الاعراض الشائعة ايه رايك تحل تبلغها
هز فريد راسه بشرود ونفي واعترض علي تبليغها حت بقرب نهايتها وهي مازالت في ريعان شبابها:
مفيش داعي نبلغها خليها تعيش ايامها بدون احساس بانه حبيست المرض والفوت،
المشكلة ان معنديش شئ اقدر ادهولها، جوزي منها كان غلطه بسبب الحفاظ علي ميراثي، 
وبسبب غلطة اكبر حصل بينا علاڤة وبسببها حصل الحمل، شئ مكنش في بالي ولا عملت حسابه، 
وحاليا بقيت قدام فقد زوجتي وطفلي،
وللاسف طلبك باحتوائي ليها مش هقدر انا عاشق لوحدها تانية، ومش حابب اكون منافق في مشاعري ليها، اعمل ايه دلوقتي وانت بتقول ان ده هيخليها تتحمل الفترة الجاية بدون lلم
زفر بضيق وغضپ وصاح بlلم:
ليه دلوقتي ليه، ياربي وليه مراتي بالذات ياريتني ما اتجوزتها انا غبي غبي عمر المال ما كان هدفي ليه اعمل في نفسي كدة واطبل المساومة الرخيصه دي علي نفسي واديني ادبست معاها ومش عارف هخلص منها ازاي بعد مرضها حقها عليا كزوج اني ارعي ربنا فيها واحتويها طيب ازاي ازاي و...
قاطعه الطبيب حين راها تائهة بين واجبه والتزامه نحوها وبين قلبه الذي المشغول بغيرها، فقال:
الواضح ان ليها مكانة عندك رغم عدمة قدرتك علي استيعاب احتياجاتها وشدة مرضها، بسبب حبك لانسانه غيرها
اسبل عيناه واخذ يتذكر لحظاتهم  وكيف ساعدته في الا يضيع ميراثه وضحت بابيها من اجله
اخذ نفس عميق وزفره بحدة:
تقدر تقول تعود، اتعودت علي وجوده ودلوقتي لازم اكيف نفسي علي اختفاءها من محيط حياتي، 
انا انسان صديح معي نفسي، مقدرش اتعامل معاها زي ما حصدتك بتتمنا كزوج لانها اللي بنا كان مجرد غلطة، وللاسف علاقتي بيها هيكون علي حساب حبيبتي اللي عايز اكمل معاها حياتي واتمنيت طفلي يكون منها، يشبهه في ملامحه وضحكته، 
انت دمرت احلامي، ومش عارف هقدر اتصدف ازاي معاها، اخد منها ولا اعطيها استغلها ولا اعيش ليها، انا مشوش اووي، مش قادر افكر او اخد قرار،
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 49 صفحات