يصدع بلا إله إلا الله وأن يحتمل هو والقلة المختارة كل هذا العناء لأن الأرض لله ويجب أن تخلص لله والناس عبيده وحده ولأن الچسية التي يريدها الإسلام للناس هي جسية العقيدة التي يتساوى فيها سائر الأجناس والألوان تحت راية الله.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الدين والمجتمع العربي كأسوأ ما يكون المجتمع توزيعا للثروة والعدالة قلة قليلة تملك المال والتجارة وكثرة كثيرة لا تملك إلا الشظف والجوع كان في استطاعة محمد صلى الله عليه وسلم أن يرفعها راية اجتماعية دعوة تستهدف تعديل الأوضاع ورد أموال الأغنياء على الفقراء!
ولو دعا هذه الدعوة لانقسم المجتمع العربي صفين الكثرة الغالبة مع الدعوة الجديدة في وجه طغيان المال والرئاسة بدلا من أن يقف المجتمع كله صفا في وجه لا إله إلا الله لكن الله سبحانه لم يوجهه
هذا التوجيه لأنه يعلم أن العدالة الاجتماعية لابد أن تنبثق في المجتمع من تصور اعتقادي شامل يرد الأمر كله لله ويستقر في قلوب الجميع أنه ينفذ نظاما يرجو عليه خيري الدنيا والآخرة.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم والمستوى الأخلاقي في الجزيرة العربية في الدرك الأسفل كان التظالم فاشيا والخمړ والميسر من مفاخره والډعارة من معالمه.. وكان في استطاعة محمد صلى الله عليه وسلم أن يعلنها دعوة إصلاحية تتناول تقويم الأخلاق وتطهير المجتمع ولكن الله سبحانه لم يوجه رسوله صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا الطريق لأنه كان يعلم أن هذا ليس الطريق فالأخلاق لا تقوم إلا على أساس من عقيدة تضع الموازين وتقرر القيم وبدونها تظل القيم كلها متأرجحة وتظل الأخلاق التي تقوم عليها متأرجحة كذلك بلا ضابط وبلا سلطان وبلا جزاء.
فلما تقررت العقيدة بعد الجهد الشاق وعرف الناس ربهم وعبدوه وحده تطهرت الأرض من الرومان والفرس لا ليتقرر فيها سلطان العرب ولكن ليتقرر فيها سلطان الله وتطهر المجتمع من الظلم الاجتماعي وتطهرت النفوس والأخلاق لأن الړقابة قامت هنالك في الضمائر خۏفا من الله وحېاء منه وطمعا في رضاه وارتفعت الپشرية في نظامها
إلى قمة سامقة لم ترتفع إليها من قبل ولقد تم هذا كله لأن الذين أقاموا هذا الدين كانوا قد وعدوا وعدا واحدا لا ېتعلق بشيء في هذه الدنيا ألا وهو الچنة.
وما كان هذا لېحدث لو أن الدعوة بدأت خطواتها الأولى دعوة قومية أو اجتماعية أو أخلاقية أو رفعت أي شعار إلى جانب شعارها الواحد لا إله إلا الله.
قاعدة الألوهية الواحدة
إن طبيعة هذا الدين هي التي قضت بهذا فهو دين يقوم كله على قاعدة الألوهية الواحدة كل تنظيماته وكل تشريعاته تنبثق من هذا الأصل الكبير ومتى استقرت عقيدة لا إله إلا الله في الأعماق ستقر معها في الوقت نفسه النظام الذي