رواية( بنت الوداي) للكاتبة سلمي سمير
وخرج فاروق مسرعًا الي كل بقال بالبلد يسال عن عمه، حتي وصل به الحال بابلاغ الشرطة عناختفاءه بعدما ياس من العثور عليه
ومر اليوم الثاني والثالث والرابع ولا يوجد جديد او بوادر علي ظهور عويس، و
الي ان قرر فاروق الذهاب الي فيلا الهانم بمصر لكي يعود بفرحه الغائبة عنهم الي البلد حتي تشاركهم احزانهم علي اختفاء ابيها
السلام عليكم يا عم الحج، الست هانم هنا
طالعها صبحي بريبة وقال:
لا الست هانم مش هنا، حصدتك مين وعايز ايه
ارتبك فاروق عند معرفة بعدم وجود الهانم، وتسال كيف سيطلب منهم خطيبته دون الافصاح لهم عن اختفاء عمه، لكن ليس امامه حل اخر فعاد وساله:
طيب فرحه هنا ولا مع الهانم، انا خطيبها فاروق
فرحه هو عويس مخدهاش معاه وهو مسافر، وفينه عويس كان قايلي انه هيرجع يطمني علي الهانم بعد ما يجيب بنته لكنه راح ومرجعش
حدق فيه فاروق بقوة وامسكه من كتفه متشبثًا بالامل الذي لاح بان عمه بخير وساله بلهفه:
هو عمي عويس جه هنا تاني ياخد بنته، طيب هو راح فين والهانم خدت فرحه وراحت بيها فين
جفل صبحي من سؤاله عن عمه وفرحه وقال:
لاحول ولا قوة الا بالله، هو عمك مرجعش البلد من ليلتها، ولا فرحه، دا حتي ما طمنا علي الهانم، هو في ايه كل اللي يروح مش بيرجع تاني
بقولك ايه استني انا هخلي مراتي تاخد بالها من البوابة وجاي معاك اشوف الهانم واعرف منها ايه اللي حصل وبالمرة نعرف طريق عويس وفرحه
عاد صبحي ومعه زوجته التي رحبت بفاروق وقالت:
اهلا اهلا بالناس الطيبه، نورت مصد يا فاروق انا عرفتك من كلام فرحه عنك طول الليلة اللي باتتها في حصني مبطلتش كلام عنك وعن اخلاقك و حبك ليها،ربنا يعترك فيها هي وابوها ويتمم ليكم علي خير
وصل صبحي وفاروق الي المستشفي فسال علي غرفة الهانم فدلتهم احدي الممرضات علي غرفة الطبيب المسؤول عن حالتها،
طرق فاروق الباب وانتظر الاذن بالدخول، وحين سمح له دلف الي الطبيب الذي نظر اليه بتساؤول:
سارع صبحي بالرد عليه وقال:
احنا عابزين نطمن علي امتثال هانم، من يوم خدتها عربية الاسعاف مش عارفين عنها حاجه
طالعهم الطبيب بحيرة وقال:
وانتو مين قرابيها ولا من اللي شاغلين عندها
اتي الرد من فاروق :
عم صبحي البواب بتاع الفيلا، لكن انا جاي اسال عن عمي عويس وبنته فرحه اللي كانت معاها
اخذ الطبيب نفس عميق وقال بتاثر:
فرحه هو انتو لسه معثرتوش عليها لحد دلوقتي ، الف خسارة كانت بنت بريئة وغلبانه
حدقت به فاروق بوجل وساله:
يعني ايه، هي فرحه راحت فين يا بيه، وعمي عويس عرف عنها ايه مخلهوش يرجع البلد من يومها
نهص الطبيب من خلف مكتبه وقال بحزن جلي:
فرحه جت هنا مع الهانم، ولما دخلت الانعاش طلبت منها المغادرة، ولما عمك جه سال عنها زيك كده، ولما عرف انها موصلتس الفيلا، استنتج انها تكون تاهت لانه اول مره تنزل مصد ومتعرفش تروح ولا تجي فيها،
اكد صبحي حديثه وايده قائلًا:
فعلا فرحه خرجت مع عربية الاسعاف اللي خدت الهانم ومرجعتش من وقتها، وانا اللي اديت اسم المستشفي لابوها عويس علشان بجي ياخدها ويطمنا علي الهانم، لكن لا هو رجع ولا فرحه ،
الا هي الهانم اخبارها ايه دلوقتي
اخذ الطبيب نفس عميق وقال:
الهانم حالتها اتحسنت بس لسه في الانعاش والزيارة ممنوع، ممكن بعد اسبوع تكون تخرج من الانعاش
اندفع فاروق سائلًا عن سر اختفاء عمه، بقلق صدر اليه من ملامح الطبيب الحزينه وقال:
افهم من كلامك ان فرحه تاهت لما خرجت من المستشفي، طيب ابوها كمان تاه ياريت يا دكتور تقول الحقيقه، فرحه غلطت وعمي قټلها ولا حصل ايه، مهو مستحيل تختفي هي وعمي كده بالساهل
احتج الطبيب رافضًا الخوض في سيرة فرحه وقال:
انا معرفش حاجه عن فرحه، غير اني اصديت تغادر المستشفي لعدم جدوى وجودها، وللاسف عمك متحملش فكرة ضياع بنته، واصيب بازمة قلبيه حادة وبعد ربع ساعه م١ت، البقاء لله
الجمته القدم#مه واخذ صبحي يصرب يداه كف بكف، في حين هز فاروق راسه بذهول وصـ،ـرخ:
لاء عمي لاء مستحيل يكون فات، عمي مفاتش قول انه تعبان وهيقوم بالسلامة
وفرحه هترجع لو فيها فوتها هرجعها وادقنها بايدى لكن عمي يفوت لاء عمي لاء