رواية( بنت الوداي) للكاتبة سلمي سمير
ربتت صبحي علي كتفه محاولا احتواءه ومواساته في مصابه الاليم وقال:
اهدى يا ولدى في قضاءه رحمه، اجمد كده وشوف هنعمل ايه خلينا ندقنه وبعدها نشوف حكاية فرحه
ارتبك الطبيب وقال بجزع:
للاسف مش هتقدرو تدقنوه، لان المستشفي اخلت مسؤوليتها عنه بمحصد بالقسم وتم دقنه بمقادر الصدقة بعد ما قعد في ثلاجة الفوتي ثلاث ايام،
صعق فاروق لما قاله الطبيب بان عمه دقن بعيد عن اهله وبغير علمهم او دون القاء نظرة الوداع عليها
فصـ،ـرخ بلوعه وغضپ اطلق شره:
اه يا عمي اه يا عمي، مت غريب ووحيد، بسبب بنتك اللي روحك فيها، وقلبي عاشق ليها
يتبع....
#البارت_السابع
لا تعلق روحك الفانية بالخلود، فالافضل الا تتعلـــق بشــيء، في هذا الكون فــكلنـــا ذاهبــون، وإن أحببــت حــب بصمـــت فلا داعــى للجنـــون،
و لا تتحـــدث عـــن كرهــك للبعـــض، فربمـــا فــي داخلهم حبـــاً لك فــي قلبهم يخفـــون، فمـــا الحيـــاة ســـوى مطـــار، قادمــون منـــه ومغـادرون.
ثار فاروق ووصل غضبه علي فرحه عنان السماء لانه اعتبرها سبب في وفات عمه ابيه الروحي الذي عوضه فقده لابيه منذ كان طفل صغير فاقسم ان يبحث عنها ويقتلها حين يعثر عليها كي يريح روحه عمه في مأواه الاخير
نهره صبحي البوتب وقال له:
ذنبها ايه البنيه، غلبانه وتاهت ربنا يرد غيبتها، ده بڈم ..ا تدور عليها وتبرد قلب انها واخواتها عليها،
وضع فاروق يده علي راسه وبكى بحرق قلب:
الكارثة اني عارف اخلاقها وطبعها الحامي، وده مش هيشفع ليها في بلدكم، بالعكس هيطمع الناس فيها وهيستفز اي راجل انه يكسرها وكله بسبب جمالها،
علشان كده باكد ليك بنت عمي ضاعت وياعالم يمكن اتقتلت، او اتخطفت وانكتب عليها الحړام
ولو قلت يمكن ربنا وقعها مع ناس تتقي الله فيها،
كان زمانها رجعت فرحه مش جاهلة دي متعلمه، وعارفه بلدها وتقدر تروح اي قسم وتبلغ او يوديها اللي لقاها لأي قسم ووقتها هيرجعوها البلد
مدرستها كانت قدام المركز يعني سهل ترجع لبيتها؛
عاد ووضع يده علي راسه واخذ يردد بحسرة:
لاما تكون هربت من الجواز مني، وفي كلتنا الحالتين الفوت نصيبها ده لو مكنتش اتقتلت ورمو جتتها،
تنهد بقوة زافرًا حزنه والمه الجاثم علي صدره وقال:
دلوقتي مقدميش غير حل من اتنين لادقنها لو كانت اتقتلت او اسيح دمها واحفظ شرف عمي
وصـ،ـرخ فجاة بعويل حسرة ووجع علي خسارتها:
اه يا قلبي عليكي يا فرحه حسرتي عليكي وعلي نصيبك اللي انكتب عليكي يا غالية يا بت الغالي
هز صبحي راسه بحزن عميق سكن بداخلها علي تلك الشابة الجميلة التي كانت النظرة في وجهه ينشر البهجة والسرور في النفوس وقال:
كلام موزن وسليم، بس يمكن عربية خبطتها وفي المستشفي، قوم ندور عليها في الاقسام يمكن حد مبلغ عن وجودها وان شاء الله ربنا هيعترنا فيها وھتكون بعزتها وشرفها ، مش فرحه اللي تفرطت بسهوله، ولو حصل الفوت عليها اهون
انتعش الامل في قلب فاروق ونهض والحماس يشتعل بداخله للبحث عنها لعله يعثر عليها في مستشفي او احد عثر عليها ولم يستدل علي شخصيتها، فاخذ بيدها وقال:
يلا بينا وادعي ربنا يعترنا فيه واردها لامها واخواتها اللي مش حمل قدمتين باختفاءها وفوت ابوها
وخرج الاثنين يبحثان عنها، بلا امل لانها مع زوجها الذي اقنصها من حياتها البسيطة الي حياة لا تعلم عنها شئ ،
ومرت الايام وعاد فاروق الي البلد واقام العزاء لعمه
وعاهد زوجتة عمه بالبحث عن فرحه دون كلل او ملل حتي يعثر عليها لو بعد حين،ووقتها سيكون مصيرها بيدها، لاما يدقنها بجوار عمه او يتزوجها كم عاهده ان كانت مازالت ببراءتها وعفتها،
في انجلترا
بعد مرور شهر علي سفرها، اعتادت فرحه علي حياتها مع فريد الذي كان يغيب عنها طوال اليوم واوقات كان باليوم او الاتنين ، كانت تخاف من جلوسها لكنها استسلمت الي قدرها
اما فريد فقد اعتزلها تمام ملتزمًا بوعده لها، اما هي فقد اختارت دور الخادمة لنفسها غير مقتنعه بكونها زوجته، لهذا كانت تعمل كالخادمة من تنظيف البيت وتجهيز طعامه