رواية( بنت الوداي) للكاتبة سلمي سمير
، رغم انه كان لا يتذوق اكلها الذي كانت تقضي اليوم بطوله في تجهيزه،
ذات يوم عاد من الجامعة ودلف الي غرفته واتاه اتصال دولي فرد بسرعه:
ماما حبيبتي وحشتيني اخيرا فتحت فونك
ردت عليه والدته بحزن عميق وصوت مكتوم:
حييبي يا فريد انت كمان وحشتني اوي، المهم طمني عليك وعلي اخبار، وقولي عمك او بنته حد منهم اتصل بيك،
لا يا ماما عمي فاتصلش، سوسن بس بقالها كام يوم بتتصل بيا، لكن قلقي عليكي خلاني قفلت معاها بكون ما ارد، قلت اطمن انك بخير وبعد كده اكلمها، المهم انت صحتك اخبارها ايه، وليه طولت عند طنط فاطيما المرادى، وبلغيني هتجي امتي انا لسه فاضل لي ست شهور علي مناقشة الرسالة
اخذت امتثال نفس عميق والطبيب امامها يحذرها من اطالة المكالمة فقالت بضيق:
انت طلقت فرحه ولا لاء،
صمت فريد برهه واجاب بهدوء:
لا مطلقتهاش اطلقها ازاي وانا راجع من سهرتي الساعة اربعه الفجر وسافرت سابعه
بتسالي ليه وصح طمنيني والدها عمل ابه لما عرف بجوازي منها اكيد فرح
ارتبكت امه توترت بحسرة غير قادرة ڠـلي مواجهة ابنها من اختفاء زوجته التي تحمل اسمه، واصبحت وصمة عار عليه اذا اصابها مكروه، لكن كيف لا تخبره وهي مسؤوله منه امام القانون فقالت:
بالذات ان البنت مفقودة من يوم جوازكم
طال صمت فريد وسال والدته بحيرة:
يعني ايه مفقودة، مين قالك الكلام ده وابوها م١ت ليه، معقول بسبب جوازها مني ولا لانها اختفت زي ما بتقولي، انا عايز اعرف مين قالك ان فرحه مفقودة ممكن تفسريلي يا ماما
اهدي يا مدام امتثال انا قولتلك حالتك صعبه وانت استخفيتي بالتعليفات، مش فاهم انت عايزه تدخلي في غيبوبة جديدة ولا ايه احنا بنتقدم خطوه وانت مصده نرجع تاني من الاول، وكمان سفر ايه انت علي الاقل قدامك ثلاث شهور علي الاقل،لما اسمح ليكي، تركبي طيارة او تتعرضي للضغط السفر والترحال
التي لا تنتهي وقالت بجزع وذغر من فكرة غيابها عن ابنها طول هذه المدة، خوفًا من ان يطاله اذي عمه وقالت:
ارجوك يا دكتور انا هنفذ. تعليفاتك، بس خلينا حتي اكلم ابنه واطمن عليه، انت كده بتحكم عليا بالفوت مش كفاية مش هقدر اكون جمبه كمان اتحرم من اني اسمع صوته واكلمه
لو حصل واتوترتي كده تاني مش هسمح ليكي باي مكابمه معاه وهضطر اتصل بيه واعرفه حالتك، انا التزمت بوعدي معاكي من اول يوم دخلتي فيه المستشفي، ومتصلتش بيه ابلغه زي ما طلبتي
لكن معنديش استعداد اخسرك للغيبوبة تاتي بسبب خوفك عليه ، ها اتفقنا؛
هزت راسها بالموافقة وطلبت منه الهاتف الذي كان لا ينقطع ازيزه بسبب اتصال فريد المتواصل،
اعطاها الهاتف وحذرها من الاڼفعال ، تناولته بلهفه وردت عليه بارتباك:
معلش يا فريد الفون وقع مني وهنج، بقولك طمني عليك جهزت رسالتك ولا لسه ناقص فيها حاجه
اهمل فريد حديثها واعاد سؤاله قائلًا:
مين قالك ان فرحه مفقودة يا ماما ووالدها م١ت ازاي وامتي ارجوكي متخبيش عليا
ضحكت بصعوبة كي تطمئن قلبه وتھرب من الاجابة وقالت بتوتر شديد جعل الطيبب يعيد تحذيره بنظرات عيناه الغاضبه اليه فاخذت نفس طويل كي تهدا نفسها واردفت:
محدش قال انا بس مغرفش هي فين من يوم جوازكم لاني سافرت وسبتها في الفيلا، والدها فات تاني يوم، لحد دلوقتي محدش سالني عن جوازك منها ولاهي موجودة في الفيلا فتصورت انها مفقودة
المهم طمني عليك وعلي رسالتك، وليه هتتاخرت في مناقشتها مش كانت بعد شهرين
اخذ فريد نفس عميق ينم علي الراحه وهم ان يبلغها بان فرحه معه لكن دخولها عليها فجاة جعله يصمت حتي لا تعلم بانه يحدث والدته، حتي لا يضطر لابلاغها بوفاھ والدها حين تطلب منه ان يسال عنه
فاشار اليها بان تصمت الي ان ينهي المكالمة وقال:
كان في كذا نقطه طالبو ليها توضيح وشرح اكبر بعد ما سجلتها، مش مهم كل ده المهم عندى هتجي امتي محتاج دعمك وتشجيعك معايا يوم المناقشه
اخذت والدته نفس عميق وردت عليه بامل:
قريب يا حبيبي بس خالتي فاطيما تعبانه، ومضطره اسافر ليها تاتي، هحاول اتصل بيك كل فترة اطمن عليك بس تخطيف لانك عارفه بترفض نفتح تليفوناتنا واحنا معاها، المهم ركز انت في دراستك
وان شاء الله هعملك مفاجاة بحصوري