الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية( بنت الوداي) للكاتبة سلمي سمير

انت في الصفحة 40 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز


ما ان راها ابتسم في وجهه ورحب به قائلًا:
وبعدين معاك يا دكتور فريد انت هتفضل كده كل ما اروح مكان  تجي ورايا
ضحك فريد ومد يده اليه مصافحًا وقال بمرح:
طيب قوم بواجب الضيافه الاول ورحب بيا واطلب ليا مشروب  ولا الانجليز علموك البخل
اشار اليه المسؤول والذي لم يكن الا احد اصدقاء الدراسة وقال له:
لا يا عم احنا شعب صعب حد بغيرنا اتفضل يا دكتور الاول مبروك رسالتك الجديدة يا دوك، وقولي اشمعنا المستشفي دي اللي طلبت تتدرب فيها ياتري علشان انا مسؤول عن قسم التدريب ولا لانها متعددة التخصصات مش زي اغلب مستشفيات لندن اللي بتكتفي بتخصص واحد

هز فريد راسه مؤيدًا كلامه واضاف:
فعلا علشان التخصصات، انت عارف الهندسة الوراثية تقريبا بتتطبق في كل المجالات الطبية، وكمان لان اغلب الحالات هنا مادة دسمه للتدريب
وتطبيق النظريات العلمية عليهم فيما بخص مجالي
والاهم المسؤولات عن التدريب  اغلبهم بنات يعني حاجه تفتح النفس مش شباب زي  الموجودين في مستشفى مودسلي النفسية اللي هتفيدني اكثر
حدق به صديقه بذهول وساله بتعجب:
مش ممكن جرالك ايه يا فريد، دا انت  عمرك ما فكرت بالعلاقات، هو الجواز غيرك كده
ضحك فريد ورد عليه بنشوة:
بصراحه كنت مغفل، لما دخلت دنيا عرفت قيمة الجnس الناعم وبالذات اني  اتجوز مرتين خلال شهرين تتخيل
اول زوجة كانت بعتبرها غلطه في حق نفسي لما رضيت بيها علشان احافظ علي ثروتي، وبسببها دفعت كتير من راحة بالي ولحد الان بعاني بسبب جوازي منها يلا ربنا يرحمها بقي، بالذات ان كل احساس عشته معاها كان جديد عليا لكني ندمت بعد كده لما غشت الحب الحقيقي مع حب عمري
لكن لما اتجوزت زوجتي التانية قصة حبي ليها كانت اساس ارتباطنا اللي كان شبة مستحيل،
لكن القدر والنصيب جمعنا ومنها ربنا رزقنا بطفل جميل ثمرة عشقي لها، وبعتبره وريثي وامل حياتي
علشان كده بقيت احب النساء واحب التعامل معاهم والتقرب منهم يمكن اتجوزت الثالثة
ضحك صديقه وضـ،ـرب يده كف بكف وساله:
انا مش مصدق فريد المتدين المستقيم ، معقول  الجواه خلاك انحرفت بالشكل ده، بس ازاي اتجوزت اتنين وياتري كانو في نفس الوقت يعني جمعت بين اتنين وهنا في لندن احمد ربك ان محدش بلغ عنك
وقولي زوجتك فاتت ازاي وهي بتولد ولا حصل ايه
وكانت زوجتك الاولي ولا الثانية

زفر فريد بضيق كانه لا يريد تذكر ما حدث لاحد زوجته واردف:
ما قولتلك كانت زوجتي الاولي، اللي جوازي منها كان اكبر غلطته ارتكبتها في حق نفسي
ااما سبب فوتها اصابتها بورم في المخ الحمل اخر  انتشاره وشعورها بالlلم، لكنها فاتت بعد الولادة
اللي تاعبني فعلا في موضوعها اني مكنتش جمبها وهي بتودع الدنيا ده غير كانت صغيرة ملحقتش تفرح بشبابها ودنياتها،
نهض صديقه من خلف مكتبه وربت علي كتفه مواسيًا، وقال:
اكيد ابنك منها بيفكرك بيها بس انت قولت عندك طفل واحد، مش  زوجتك التانية بس اللي خلفت
زفر فريد بضيق وقال:
ايوه زوجتي التانية هي اللي منها اين عمري وحبيبي  وانا قولتك الاولي فاتت وطفلها اكيد ...
قطڠ حديثه دخول فتاة جميله ذو شعر بني قصير وعيون زرقاء وجسد نخيف يماثل عارضات الازياء
وتحدثت اليه بالانجليزية وهي ترمق فريد بريبة، فكاتت لكنتها قوية وتتحدث الانجليزية بطلاقة فمن الواضح انها  انجليزية الاصلي:
Mr. Sam, we have a problem in the neurosurgery department and we need you urgently
مستر سام  لدينا مشكلة في قسم چراحة المخ والأعصاب ونحتاجك بشكل عاجل
اشار اليه بالدخول وقال لها برسمية:
Enter Katherine, I want to introduce you to Sir Farid, our genetic engineering trainee, and you will supervise all the activities that he does.
أدخلي كاثرين ، وأود أن أقدم لكم مستر فريد ، متدرب الهندسة الوراثية لدينا ، وسوف تشرفي على جميع الأنشطة التي سيقوم بها.
مدت يدها تصافحه واردفت:
Hello Mr. Farid, we are honored to be at your service
مرحباً مستر فريد ، يشرفنا أن نكون في خدمتك
صافحها فريد وشد عليها يدها وضغط عليها بقوة
ومنحها ابتسامة عذبة وقال بتودد:
You are welcome  Mrs. Catherine
اهلا وسهلا بك سيدة كاثرين
دفعه صديقه في كتفه وقال لها بسخرية:
خليك جنتلمان قولها  يا انسه ليه مدام، مش شايف جميله ازاي وصغيره، دا انا اخترت ليك اجملهم ولانها بتفهم العربية لكن مش بتتكلم بيها،
وتقولي بقيت تعشق النساء ومش عارف تتعامل معاهم، لسه مغفل ومحتاج كتير علي ما تفهم ازاي تقدر تكسب امراة من اول كلمه
رمقته كاثرين بضيق واستاذنت منهم وخرجت غاضبة، ضحك فريد وقال:
والله انت مدب يعني بتقول بتفهم العربية وعمال تنصحني كنت خد بالك، بس ازاي تعرف العربية لكن مش بتتكلم بيها مش غريبة دي
--
صرب سام راسه بكف يده وصاح بذعر:
فعلا انا غبي هحاول اصالحها هي منفتحه ومرحه عن اغلب المساعدين هنا،
ياسيدى والدها معاه الجnسية الانجليزية والدتها لبنانيه لكن عمرها ما زارت لبنان ولعلمك ذكية جدا وبتكره العلاقات،
بسبب صديق ليها هرب من ارتباطه بيها بعد ما حملت منه، ولما ولدت سلمت طفلها لاحد الاسر تربية
لانها صعب تكون ام معيله،
بالذات انها عايشة لوحدها بعد فوت والدتها،العيب الوحيد اللي فيها انها مسحية أرثوذكسية متذمته جدًا ومستحيل تتجوز غير من مسيحي زيها، انا عرضت عليها قبل ما تعرض بنتها للتبني نتجوز واربي بنتها رفضت لان تعاليم دينهم لا تسمح
زفر فريد بشدة وقال:
خسارة فعلا جميله بس مدام مفيش زواج والزام نعيش معاها يومين فري اظن عادي
هز سام راسه برفض تام وقال:
انت مش بتفهم بقولك بتكره العلاقات، اسمع انا بثق فيها لانها مجتهده جدا وهتفيدك في رسالتك لخبرتها
بس بلاش تضايقها لانها عنيدة وممكن تسبب برفدك من التدريب لو حبت
ضحك فريد بصخب وسخرية وقال:
لا بجد انت كده بتشجعني علي تحديها، وانا بعشق التحدي، ومدام دخلت معاها تحدي
اوعدك انها ھتكون ملكي مش شرط ارتباط رسمي لكن عشيقتي طول فترة تدريبي
اشار اليه سام بيده بعدم اقتناع وقال:
لا انت كده بتحلم، لكن موافق اراهنك لو عرفت تجي معاها سكه، هجيب ليك موافقة من ادارة المستشفي علي تطبيق نظريتك الخاصه للرسالة ايه رايك
غامت عيناه وابتسم بزهو من ذكاء صديقه الذي تحدياه في علمه وقال بتصميم:
رهانك غالي ويستاهل المجازفة، اتفقنا يا سام، بس توعدني انك تحمسها للشغل معايا واهم حاجه الاستمرار، وليك عندي طبل ما اخلص الست شهور 
و اسلم الرسالة تكون بقت عاشقتي
تعالت نظرات التحدي بينهم، فقام سام بكتابة ما وعد به واعطاه الي فريد الذي ساله:
طيب ده رهانك مقولتش لو خسرت انا الرهان هيكون المقابل ايه
غامت عين سام ورد عليه بمكر وتحدي خبيث:
تتنازل عن رسالتك وتسافر لمصد، ومش عايز اشوفك في انجلترا تاني ها موافق ولا تحب تاخد وقت تفكر
غمغم فريد بضيق من  طلب سام ورد عليه بهدوء:
مش محتاج تفكير،  انا طبلت الرهان علشان هستفاد بيه في رسالتي الدراسية وتطبيقها عملي
لكن اضحي بمستقبلي العلمي علشان رهان مستحيل
لو فعلا مش حاقد عليا اختيار شئ تاتي غير علمي
ضحك سام بمرح وقال متحدي قدراته:

مدام واثق من فوزك بالرهان خايف  ليه علي مستقبلك اعتبره نوع من التحدي ولازم تفوز فيه
فكر، كل ما كان الخۏف من الخسارة مريرة، كان 
الفوز والتصد حليفك
حك  فريد ذقنه بتفكير وابتسم:
انا واثق من الفوز، بس كاره ان امرأة تكون سبب في تحديد مساري العلمي ومستقبلي العملي
لكن  هوافق يا سام، بس اللعب يكون بنزاهه كاثرين متعرفش بالرهان، وكمان متحاوليش تحذرها مني
مد يده اليه وصافحه مؤكدًا التزامه بالنزاهه في رهانهم علي فتاة جرحت وتالمت  بسبب الخداع والغ،ـدر، ولم يرحمها بلا تراهنو عليها!!!!
في بيت من بيوت الريف الانجليزي
كانت تجلس جاكلين سعيدة بمداعبة طفل جميل الطله ذو ملامح وديعه وابتسامه طفولية بشوشة، تسحر من يراه وتسرق قلبه ولبه 
دلف  اليها ابيه ساخطًا عليها وقال:
وبعدين معاكي يا جاكلين خلاص كده هتكرسي حياتك لجو حړام عليكي نفسك
صمت الطفل الي صدرها وثارت عليه بصوت خافت:
وبعدين دادي جو بيفهم دلوقتي، مش زي الاول بليز بلاش تكلمني كده تاني قدامه
ولو علي حياتي انا سعيدة باني وهبتها ليه، مش كفاية اتحرم من امه
ضحك ابيها بسخرية:
ايه خايفه كده ليه،  ليعرفو انك مش امه وياخدوه منك، متقلقيش هروبك للريف وبعدك عن حياة المدنية خلاكي مجهوله للكل
معرفش حبك لفرحه بالشكل ده ليه، لدرجة يخليكي تتنزلي عن كل احلامك علشان تربي ابنها
ثارت عليه جاكلين بحدة، غير عابئ بانه ابيها وقالت:
بس يا بابا كفاية بقي انسي فرحه انساها، ياريت تفتكر انها فاتت فرحه فاتت فاهم فرحه فاتت
وابنها ملهوش غيري، وابوه الندل لازم يدوق الذل اللي شافته وعاشته فرحه بسببه،  مش كفاية اني حرمته منه وهيعش عمره كله من غير ما يعرف ان ليه ابن منها، انا نفسي اتتقم واخاص حقها منه واذوقه الlلم والمرض اللي عاشت فيه، لحد ما فاتت
هز ابيها راسها بنفاذ صبر:
مفيش فايدة الكلام معاكي زي عدمه، دماغك زي دماغ امك كانت عنيد كده زيك
عمتنا انا مش بكره جوزيف، بس حابب تفكري في نفسك، انا عارف ان فرحه فاتت بس انت حيه ولازم تفكري في نفسك اكثر من كده
اخذت تفس عميق وصمت الطفل الذي هرع اليها بعدما عالي صوته وقالت:
تجربة فرحه خوفتني من الارتباط، اللي عمله فيها جوزها مكنش قليل، وبصداحه جوزيف ابنها مالي عليا حياتي، وصعب اشارك حبي ليه مع حد تاني
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 49 صفحات