رواية( بنت الوداي) للكاتبة سلمي سمير
أخذها علي البست وصمها من خصدها اليه وظل يراقصها وهو شارد، الي ان انتهت الموسيقي،
استغربت كاثرين صمته الطويل فسألته بحيرة:
مالك فريد ساكت وفكرك شارد من ساعة ما رقصنا، في حاجه حصلت، غيرت مودك
ابتسم ابتسامه خفيفه اختزل فيها التعبير عن كل مشاعره السلبية التي لم يفصح عنها وقال:
بفكر نبدا السفر من دلوقتي ونزل في اوتيل للصبح، ايه رايك. ها مقولتليش صح هنروح فين
مدام مصر نسافر دلوقتي يبقي توصلني الاول اغير الفستان واخد معايا الهدايا بتاعتها، وبعدها نتحرك
وافق فريد علي هذا الترتيب اوصلها الي منزلها ورفضت أن يصعد معها، لانها لن أطيل المكوث،
ظل منتظر قرابة النصف ساعه، الي ان نزلت وهي ترتدي بنطال اسود وبلوزه من الحرير الابيض وعليهم جاكتب كارو خفيف
اتفضل انا حاليا جاهزه للسفر، الي مقاطعة يوركشير
لم يبدى فريد اي اعتراض أو تعقيب وانطلق الي ان وصل للطريق الرئيسي وقال لها:
تقدري ترتاحي لسه قدمنا أكثر من ثلاث ساعات سفر
تقلبت بتمثيل ومالت علي كتفه وردت بامتنان:
فعلا انا طول اليوم مرهقه هربح ساعه ولو تعبت من السواقه صحيني اكمل مكانك
متقلقيش عليا انا متعود علي السواقه لمسافات طويلة نامي انت واول ما نوصل هصحيكي
لم ترد واغمضت عيناها تريد أن تغفو لو قليلًا لكن من اين ياتي النوم والفكر مشغول بتصرفات فريد الودودة معها، من احترامه الجام لها
وعدم محاولته تخطي الحدود معها كم حدث بينهم في اول لقاء، مع ثقته في انها ستكون له في نهاية المطاف، وحدثت نفسها:
معقول خفت تخسرني بفرض نفسك عليا، علشان كده بتحاول تكسبني باللطف واللين
قطڠ حديث نفسها نداء فريد عليها باللحاح:
كاثي كاثرين، مدام مش قادرة تنامي ياريت تكلمني شويا عن نفسك، اظن انت عرفتي عني كتير
استسلمت الي رعبته في الحوار معها رفعت راسها عن كتفه ونظرت الي الطريق المظلم ، تنفست بقوة، ثم بدات الحديث حتي تلهي نفسها بدل من التركيز علي الطريق حتي لا تشعر بالخۏف وقالت:
نظر اليه ثم الي عيناها التي انعكس ضياء القمر فيهم فجعلتها تبرق كالقطط فقال:
كل حاجه مين ابو بنتك وليه اتخلي عنها وعنك، وانت ليه اتخليتي عنها التبني
وياتري ليكي أهل واخوات ولا وحيدة زي،
اعتدلت في جلستها وابتلعت ريقها وقالت بحذر:
والدتي فاتت من سنتين تقريبا، كانت مهاجرة لبنانية وعاشت هنا من سن ١٨ سنه لحد ما قابلت بابا أثناء دراستها، واتجوزو بعد حملها فيا بكام شهر،
اخذت بعض ارياقها واكملت حديثها:
وبعد.طلاقها لماما انقطعت عنا أخباره لحد من ثلاث سنين بعد وفاھ زوجته النمساوية رجع لانجلتر مع اختي الكبيرة ايوه مستغربش طلعت اختي الكبيرة،
دي اللي اكتشفته بعد ما رجع لحياتي، أن علاقته مع صديقته في النمسا كان نتيجتها طفله
وسبب رجوعه لانجلترا هو أنه يجمعنا سوا، وفعلًا اصبح في ود بينا كبير وبالذات اني ساعدتها تتعلم اللغه لكنها أصدت تجيدها زيا وانصمت لمركز تعليم اللغه من سنتين تقريبا، هي دي حكايتي
رفض فريد الاكتفاءبذلك من معرفة حكايتها وسألها:
لسه مقولتليش عن أهم جزء مين ابو بنتك وليه اتخليتي عنها ولما انت عندك اخت ليه مخلتهاش هي تهتم ببنتك بدل عرضها للتبني وحرمان نفسك منها
تسارعت انفاسها فجأة ونكست راسها ارضا:
للاسف ده اسوء جزء في حياتي، اليو كان شخص لطيف اعترفت عليها أثناء تدريبي في بالمستشفي،
وبدأت علاقتنا تتطور بسرعه،
ماما رفضت الڠلاقه وأصرت ابعد عنه، لكني عنادت معها وتركت شقتها وعشت معاه
كان رومانسي وحساس لحد ما ظهر بابا واختي
وبدأوا يبعدوني عنه وساندو ماما بعد ما عرفو أنه سكير ومدمن وبيلعب قمار
لكني رفضت وباصدار غريب لحد ما ماما فاتت وسئبت الشقة ورجعت شقة ماما أدقن حزني عليها
فيها، وقتها ظهر اليو علي حقيقته وبالذات بعد ما عرف بحملي بدأ ويساومني علي الجواز
لحد ما جردني من كل ميراثي من ماما وخد مجوهراتي ومدخراتي،وبردك رفض يتجوزني،
بابا حاول كتير يتصدي ليه، وكان الحل في اني ابلغ عنه وفعلا اتقبض عليه، واتسجن سنه، وقتها بعت ليا وطلب اساعده مكنش يعرف اني انا اللي بلغت عنه وقالي لو ساعدته يخرج هبنجوزني
فقلت ليه اني سقطت البيبي ، وكل اللي بينا انتهي،
بعدها تعبت جدا لاني حاولت انزل الجنين ، لكن مقدرتش